ترجل هذا اليوم فارس اخر من فرسان المصفاة إلى ماواه الاخير تاركا الما وحزنا عميقين في قلوب كل احبائه ورفاقه وزملاء المصفاة والحياة الذين ودعوه في موكب مهيب نادر . وقلوبهم تلهج بالدعاء الى العلي القدير بان يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وان يجعل ماواه في عليين .. تربئ الفقيد ( عارف عبدالله سالم اللحجي ) في حضن المصفاة عاملا في ادارة العمليات ومتدرجا مع مرور السنين وتراكم الخبرات حتّى صار مشرفا في وحدة التقطير الاولي والفراغي ثم انتدب في قسم السلامة والحريق وشغل مواقع مختلفة في اطارها حتى تم تكليفه بمهام ضابط السلامة والحريق ، وفي كل المواقع التي شغلها كان مثالا يحتذى به في الانضباط والمثابرة ونكران الذات والاحساس الرفيع بالمسئولية واحترام الرؤساء والمرؤوسين .. في كل الظروف الحرجة التي مرت بها المصفاة وخاصة ظروف القصف والاستهداف الصاروخي. وما نتج عنهما من الحرائق والانفجارات، خصوصا في اثناء حربي 1994م و 2015م كان للفقيد ورفاقه مواقف مشرفة اذ كانوا يصلون الليل بالنهار واقفين رصدا للحرائق الضخمة التي كادت تلتهم المصفاة وتهدد حياة السكان في الجوار ، ورغم وقوعهم تحت طائلة القصف ومخاطر توسع النيران الا انهم وبعددهم البسيط صمدوا صمود الابطال وسجلوا ملحمة لن تنساها الاجيال بفضل الله وبفضلهم كان للمصفاة عمر جديد .. لن ننساك ايها العزيز النبيل كامل الخلق والوصف.. وستبقى بيننا بروحك الجميلة وقلبك ناصع البياض واخلاقك الرائعة وسلوكك السامي النبيل ومعاملتك الانسانية الراقية التي نلت بها محبة من عرفوك ومن زاملوك في مشوار العمل و الحياة.. ونسال الله ان يتغمدك برحمته الواسعة وان يجزيك عنا وعن كل احبائك خير الجزاء وان يجعل اعلى درجات الجنة ماواك مع من انعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ..