في كل مساء أدخل خاصرة الأرض..أتعاطي الألم ..وأنتشي به أشعر بأني سأموت..سأموت كبدا وحسرة فمدينتنا فقدت طهر بكارتها..حين خلع الإنسان فيهم برأته..خلع عنه رداء القيم..وتمطى على أشلائنا هنا وهناك..فهاهو الليل الأسود يمتص دماء شهدائنا..يتركهم دون حركة على قارعة الريح!!!. (صنعاء) القسوة..الخبث والضجيج..تقتلنا وتصلي دون وضوء ..تقرأ سورة من القرأن.. دون تطهر ..(صنعاء) تحكمها ضلالات العصر الحجري وخرافات من زمن بعيد..القادم..يدفع بالثورة..يزرعها ايمانا ويقين..(عدن) انتفضت يوم الكرامة..بكت عجائز وأمهات الجنوب شهدائها الخمسين..(عدن) تحمل عبق الإنسان لا تتجرد منه أبدا..(صنعاء) أغرقت الإنسان فيها في الوهم في الوحل..(صنعاء) ضاع فيها الإنسان...!!!
(صنعاء) يحرسها الثعبان..ينفض سمه في كل مكان..يتدافع حوله الكثيرون..يحملون نصيبهم من الحقد الدفين...(صنعاء) و(عدن)..قصة مدينتين..لن تتقابلا يوما..قصة وطنين..قصة شعبين...لن يدخل أحد منهما في خاصرة الأخر حبا..بل خنجر مميت..(صنعاء)..شريرة دوما..(عدن)..تدفع ثمن ذلك الشر الأسود..دماء طاهرة لم تستطع مياه بحارها غسلها..(صنعاء) أشلاء ..ثورة..صرخات موت..وبقايا قيم تتداعى...(عدن) قبس من نور..طهرٌ ووفاء..وثورة لن تموت..وأنا كل مساء أدخل في خاصرة الأرض..أبحث عن جذور ألمي العميق..تكتبه لي الأقدار بأنه خمسة أحرف من نار : ص,ن,ع,ا,ء.....فدعينا,,وأرحلي عنا بسلام يا صنعاء..!!!
*العنوان : "قصة مدينتين" A Tale OF Two Cities اسم رواية تاريخية للكاتب العالمي"تشارلز ديكنز" تدور أحداثها بين : لندن وباريس خلال أحداث الثورة الفرنسية وتصور محنة الطبقة العاملة تحت القمع الوحشي للارستقراطية الفرنسية.
من: شيماء باسيد الحوطة- لحج الثلاثاء 26 فبراير 2013م