السلام عليكم ورحمة الله السياسة حكاية (3): بعيداً عن حكاية الخلافات السياسية اليمنية، كما وعدت، ومن قال قيق أو قاق. اشارككم حكايتي مع الفيس بوك: عندما بدأت النشر، بلغني عبر الأصدقاء أن البعض يسألوا عني، من هو هذا الكاتب؟ اتضح لي فيما بعد أن السبب هو ميول الأغلبية إلى التصنيف. وصلتني عدة تساؤلات، أنت مع من؟ هنا لن ادافع عن نفسي، ولكن أوضح خطأ عام في نهج تقويم ما ينشر على أسس شخصية انتمائية وليس موضوعية. الكثير حصر انتمائه في أصغر دائرة، يتخندق في ذلك الجحر الضيق ليدافع عنه بعنصرية تصل إلى الدماء. وتكون تلك المواقف الضيقة على حساب انتماءاته الواسعة. الانتماءات التي أقصد هي: الإنتماء إلى الإنسانية، الإسلام، العروبة، اليمن... الخ حتى نصل إلى القرية والقبيلة. نأخذ بعض الأمثلة من الواقع: عندما أنشر موضوع عن فساد الشرعية وضعف أدائها، يأخذ هذا أني ربما انتقالي، يسقطوا عني الانتماءات الأخرى الوطنية الأوسع. بالمثل عندما انتقد التشكيلات العسكرية الانتقالية بمسمياتها المناطقية، وأن ذلك يشكل خطورة، سوف تكون على حساب انتماءاتنا الأوسع بما في ذلك الجنوبية. يكون الردود وكأنها شعار: من ليس مع الإنتقالي فهو ضد الجنوب. ضيقوا واسعا. هنا أتحدث عن إشكالية ثقافية وليست سياسية، "جهالة القرن الواحد والعشرين" وصفها المفكر البارز البروفيسور الفين توفلر: "لن يكون الشخص الذي لا يجيد القراءة والكتابة، بل الذي لا يستطيع التعلم والتمييز لنبذ المعلومات المغلوطة، والتعلم من جديد". لاحظوا "التعلم من جديد". المعلومات المغلوطة المظللة هي اليوم السائدة في ظل تنوع وسائل التواصل الاجتماعي. هي من يشب نار الفتنة. عدنا إلى جهالة داحس والغبراء بعنوان القرن الواحد والعشرين. أكون صريح ومباشر، الغالبية منا يعيشون الواقع اليمني بجهالة هذا القرن التي ذكرنا سابقا، ولسان حالهم يقول مع الخيل يا شقراء، والموت مع الجماعة رحمة. البعض يتهم أمثالي أنهم منظرين، لا يعيشون واقع اليمن، واليمن ليست سويسرا... الخ. هنا الفرق... بين أن تستسلم و تتعايش مع الواقع المؤلم الكارثي، وان تدرك هذا الواقع وتسعى للتغير الحقيقي. تفلتت الأمور ولم يعد شأن اليمن بيد أهله. مهمة تحتاج نوع مختلف من الرجال وفكر جديد.