لا تستغرب عزيزي القارئ لعنوان مقالي فهناك الكثير من الأغنياء يتسولون فمنهم من يتسوّل منصب او جاه ليكمل الشيء الذي ينقصه ولم يكمله له المال ولكن هناك ماهو اسوأ من متسوّلي الجاه والمنصب فهناك أغنياء يتسوّلون لأجل الماء والطعام والكهرباء فمثلاً محافظتي شبوه وحضرموت هما أغنى محافظاتاليمن عامة والجنوب خاصة ومع ذلك تجد أهلها يتسولون لأجل الماء والطعام ولكنني سأتحدث أكثر عن محافظة شبوة التي أنتمي لها : محافظة شبوة هي ثالث أكبر المحافظاتاليمنية من حيث المساحة يوجد بها جبل الملح الذي قالت الدراسات أنه يكفي لتغطية حاجة الوطن العربي بأكمله من الملح ويوجد بها خمسة قطاعات نفطية و أكبر شركة لتسسيل الغاز وثلاثة موانئ وشريط ساحلي يبلغ طوله 300 كيلومتر وأربع جزر ناهيك عن الزراعة والاسماك التي تجرفها بواخر الفاسدين كما يوجد بها أنواع مختلفة من المعادن أهمها الزنك والفضة والرصاص والملح الصخري والفلدسبار ورمل الزجاج والسيلكا والاسكوريا والبرلايت ومع هذا تجد الناس في تلك المحافظة ينتظرون عطف الأشقاء في دول التحالف بعد الحرب عسى أن يأتوهم بكيس من الدقيق او جالون من الزيت أما أكبر أمانيهم فهي أن توفر لهم دول التحالف البترول والديزل حتى لا تتوقف عجلة المعيشة بإنقطاع الكهرباء وتوقف حركة السير التي يعيش منها الكثيرون ... لا يمكن لعاقل أن يصدقك وأنت تحكي له عن حال هذه المحافظة وما وصلت له من تردّي المعيشة والخدمات وهي التي يعيش من خيرها اولئك الذين يقطنون فنادق الخمسة نجوم ومن على شاكلتهم من لوبي الفساد من الذي يعارضون كل من يعمل على بناء القيم والأرض في المحافظة ... لم نشاهد تظاهرة في المحافظة تطالب بقطع يد الفساد وتدعو للحفاظ على ثروات المحافظة من لوبي الفساد ولكننا شاهدنا عدّة تظاهرات تأييداً للقائد فلان والزعيم علّان فكيف للوبي الفساد أن يهاب أهلها او أن يخاف و يخشى السقوط أما الصراعات الداخلية من أجل الهيمنة والإبقاء على الفاسدين فقد تصدّرت المشهد ومع ذلك وقف المواطن فيها موقف المتفرّج الذي ينتظر نهاية تلك الصراعات ليرمي سهامه على الطرف المنهزم لكسب ود المنتصر ... هذه حقيقة الناس في شبوة ولا يمكن إنكارها فهم يتسولون بطريقة مهينة لأجل الحياة مع أن ارضهم خير مصدر للحياة الكريمة فهل هنالك اسوأ من هكذا أغنياء ؟