ما بال هذه الأيام كئيبة وكل يوم يمر اسواء من اللي يليه ..لدرجة انني اكتشفت وانا معدي من عتبة الستينات من العمر… أنني فاقد حب وحنان ومحتاج لرمسسه ..وكله بسبب الحرب ..ومما يجري في هذه البلاد ..وبمجرد ماتر اسلني فتاة على المسنجر ..وأنت فينك أدور منك يومين يازين… أنت في الأرض عادك او بلغت القمر ... ومن خلال جملة واحدة صباح الخير يا أستاذ ..تجعلني ابعث إليها بأكثر من عشرين بيت شعري من القصائد الغزلية ..لم يقلها قبلي مجنون ليلئ قيس ابن الملوح ..ولاجميل بثينة ..ولاحتى بديع الزمان الهمداني .. ثم اجلس منتظر الجواب على أحر من الجمر وفي النهاية اكتشف أنها حظرتني غير مأسوفه عني… يا جماعة الخير انا مشتاق وعندي لوعه ..ولكن مثلي لا يذاع له سرا… يا إلهي معقولة أيصاب المسنيين من مثلي بسن المراهقة ويبحثون عن الرمسسه والحب بعد سن الشيخوخة .. لم اجد ما يبرر ذلك إلا سببه الحروب… وطني بات أشلاء متناثرة وعظاما نخرة .. آخر زمان أصبح التدخل الخارجي ..يطلبون من اليمنيين ..هل قلت يطلبون ! بل يأمرون اليمنيين بمغادرة أوطانهم .. سقى الله أيام زمان وأيامهم ذي مضت شوقي الى القنه مدينة حضرموت ..كنا أنا وصديقي الدائم محمد ألفقرية نسافر على باص الرويشان ..للمكلا ..وخبروا ايش تسوون ..جيت با شوف ربعي في المكلا وسيؤن ..وعلى مقهئ بن عيفان وواحد شاهي حليب… ويا بنات المكلا يادواء كل عله ..يا سقى الله رعه الله والمحبة غليه… تغيرت البلاد ومن عليها وبات وجه الأرض مغبرا قبيحوا ..القوم تغيروا والفقرية تغير وأدمن الفيس ..وأصبح من اكبر الفسايين لدرجة انه يتصفح الفيس بما يعادل 14 ساعة في اليوم والليلة ..ولايخرج إلا فيما ندر لإقراضه الشخصية .. وتضررت من جراء ذلك الإدمان فقد كنت أتحصل على قرص مخلم ووصلتين سمك أو مطيبه مرق او واحد شاهي حليب اصفر ..وأفضل من شاهي عمتكم ام الحسين ..التي تعمله هذه الأيام مسهرج ماء وسكر .. وعادها تقول عادك حصلته اتحمدلله ..منين جيب لك شاهي مرطل امعواقب مشاهرتهم موقفه وانته راتبك لقمته هكبه ودور لك لبقرة تلحسك .. ياساتر… وكله بسبب الإحداث راسلني قبل يومين صديق طفولتي ودراستي عبدالله المحوري ..من المانيا .أرسلي رسالة صوتيه هزتني وجاشت مدامعي لمئات الذكريات .. لم يتغير العبدالله بل هاتاك العذوبة والأنه الجميلة في صوته ..وكأنه امامي سمار قبل أربعين سنه من فراقنا .. يقول العبدالله ..مشتاق لكم ومشتاق لبجادة وللمناهل وماء التنيبي ..لكنني ابكي عليكم وعلى أحوال مالت إليه أحوال اليمنيين .. يقول عبدالله ..ياصديق طفولتي حدثوني عن منجزاتكم في القرن الواحد والعشرين .. ولاتحدثوني عن امجاد العربان من القرن السابع عشر وليالي الإنس من الأندلس .. يقول عبدالله انا مشتاق للوطن لكنني حزين ويقول مشتاق له شوق الحوارث لبيحان ..اللي سكنوها قبايل وسادة ..مشتاق شوق السليماني لسمعان ..وشوق جبواني لقرن الرمادة .. وآه من الزمن ما تغير بس اهل الزمن ويلاه متغيريين .. لن انسى مايجري لوطني الحبيب من مآس والآم وقد نسامح ..لكنني لن انسى زماني يازماني… !