الجنوبيون الذين عاهدوا الله وشعبهم وأنفسهم بأن لا يعيشوا إلا حياة حرة، تواقين لاستعادة دولة الجنوب٫ وخاضوا من أجل ذلك نضالهم التحرري بكل شجاعة وإقدام وإخلاص، وآمنوا بأن الحرية ثمنها تضحيات جسام، وفعلوا.. منذ وقت مبكر من عام الاحتلال، وتعرضوا خلال سنوات نضالهم لشتى صنوف الظلم والإجرام من قبل قوى الاحتلال اليمنية الشمالية وقواديها المحليين، وقضوا سنوات نضالهم في ظروف شديدة القسوة وبالغة الصعوبة والتعقيد، وفي حال مشتت غير موحد وغير مستقر، وبدون إطار جامع وقوي يوحد صفوفهم وينظم جهودهم ويلم شملهم، ويقودهم ويحمل قضيتهم ويمثلهم بصفة رسمية أمام كافة الجهات المعنية المحلية والعربية والدولية.. ورغم ذلك حققوا الكثير من النجاحات، وأحرزوا الانتصارات، وكان لهم الفضل الأول والكبير بعد الله في إشهار الثورة الجنوبية، وشق طريقها واستمرارها حتى تم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017م.. ولم يجحد الانتقالي دور مكونات الثورة الحراكية الجنوبية، بل أثنى عليها أكد في برنامجه ونظامه بأنه جاء امتداد لنضالاتها، جامعاً لها.. أكثر تطور وقوة يضم مختلف القوى والأطياف الجنوبية المؤمنة بهدف التحرير واستعادة الدولة الجنوبية، وتأسيسه شكل المجلس الانتقالي الجنوبي نقلة نوعية هامة في المسار الثوري التحري الجنوبي، وصفعة قوية في وجوه بقايا قوى الاحتلال، وكل أعداء الجنوب داخلياً وخارجياً. كما يعتبر تأسيس هذا الكيان الجامع لكل القوى والشرائح السياسية والاجتماعية الجنوبية، فرصة لا تقدر بثمن، ينبغي أن يستغلها كل من لا زالوا بعيدين عن هذا المارد الجنوبي وينضموا إلى صفوفه؛ فتتضاعف قوة الجنوبيين، ويرتفع صوتهم ويتعزز موقفهم ويتاح لهم المجال الذي يمكنهم من تقرير مصيرهم وانتزاع حقهم في الحرية والاستقلال في أقرب وقت. الانتقالي الجنوبي ليس شخصاً، أو مجموعة أشخاص، ولا هو جماعة من الناس فقط، ولا يختص بمحافظة بذاتها، أو مناطق محددة كما يروج أذناب الاحتلال وإعلام حزب الأخوان اليمني.. بل هو كيان جامع يمثل كافة الجنوبيين وهم قوته التي لا تقهر، ومنهم يستمد مشروعية استعادة الدولة الجنوبية بكامل حريتها واستقلالها وسيادتها.