الرئيس الزُبيدي يُعزّي العميد الركن عبدالكريم الصولاني في وفاة ابن أخيه    مخاطر التهريب والفوضى في حضرموت... دعم المجرم شراكة في الجريمة    صنعاء: حركة تنقلات جديدة لاعضاء النيابة - اسماء    وقفة مسلحة لقبائل الزرانيق تؤكد استمرار النفير والجاهزية    خطورة القرار الاممي الذي قامت الصين وروسيا باجهاضه امس    الأمم المتحدة: إسرائيل شيدت جداراً يتخطى الحدود اللبنانية    حلف الهضبة.. مشروع إسقاط حضرموت الساحل لصالح قوى خارجية(توثيق)    موجة فصل جديدة تطال المعلمين في مناطق سيطرة الحوثي مع استمرار إحلال الموالين    سعر برميل النفط الكويتي يرتفع 1.20 دولار ليبلغ 56.53 دولار    إعلان الفائزين بجائزة السلطان قابوس للفنون والآداب    اكتشاف 570 مستوطنة قديمة في شمال غرب الصين    اختتام بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد على كأس الشهيد الغماري بصنعاء    هيئة مكافحة الفساد تتسلم إقراري رئيس الهيئة العامة للاستثمار ومحافظ محافظة صنعاء    شبوة أرض الحضارات: الفراعنة من أصبعون.. وأهراماتهم في شرقها    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على 5 متهمين بحوزتهم حشيش وحبوب مخدرة    بوادر تمرد في حضرموت على قرار الرئاسي بإغلاق ميناء الشحر    يوم ترفيهي لأبناء وأسر الشهداء في البيضاء    وسط فوضى عارمة.. مقتل عريس في إب بظروف غامضة    لحج تحتضن البطولة الرابعة للحساب الذهني وتصفيات التأهل للبطولة العالمية السابعة    انتشال أكبر سفينة غارقة في حوض ميناء الإصطياد السمكي بعدن    قرار مجلس الأمن 2216... مرجعية لا تخدم الجنوب وتعرقل حقه في الاستقلال    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    مجلس الأمن يؤكد التزامه بوحدة اليمن ويمدد العقوبات على الحوثيين ومهمة الخبراء    خطر المهاجرين غير الشرعيين يتصاعد في شبوة    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز يطلع على سير مشروع تعشيب ملاعب نادي الصقر    "الشعبية": العدو الصهيوني يستخدم الشتاء "سلاح إبادة" بغزة    الأرصاد: أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    شركة صقر الحجاز تثير الجدل حول حادثة باص العرقوب وتزعم تعرضه لإطلاق نار وتطالب بإعادة التحقيق    بيريز يقرر الرحيل عن ريال مدريد    عمومية الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي تناقش الإطار الاستراتيجي للبرامج وتمويل الأنشطة وخطط عام 2026    تنظيم دخول الجماهير لمباراة الشعلة ووحدة عدن    فريق DR7 يُتوّج بطلاً ل Kings Cup MENA في نهائي مثير بموسم الرياض    مليشيا الحوثي تستحدث أنفاقا جديدة في مديرية السياني بمحافظة إب    مقتل وإصابة 34 شخصا في انفجار بمركز شرطة في كشمير الهندية    معهد أسترالي: بسبب الحرب على اليمن.. جيل كامل لا يستطيع القراءة والكتابة    ضبط وكشف 293 جريمة سرقة و78 جريمة مجهولة    مؤسسة الكهرباء تذبح الحديدة    توخيل: نجوم انكلترا يضعون الفريق فوق الأسماء    وديا: السعودية تهزم كوت ديفوار    محافظ عدن يكرّم الأديب محمد ناصر شراء بدرع الوفاء والإبداع    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الصين تعلن اكتشاف أكبر منجم ذهب في تاريخها    نمو إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة في الصين بأضعف وتيرة منذ أكثر من عام    وجهة نظر فيما يخص موقع واعي وحجب صفحات الخصوم    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    حكام العرب وأقنعة السلطة    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناريوهات اسقاط المخططات لمواجهة الشعب الجنوبي
نشر في عدن الغد يوم 01 - 03 - 2013

-الاصلاح في آخر مغامرة له للحفاظ على " الوحدة اليمنية " بطريقة صالح والفتنة بين الجنوبيين والشماليين .
-هادي في تنفيذ خدمات جديدة لصالح على حساب دماء الجنوبيين .
-صراعات سياسية اشتراكية إصلاحية قد تعيد تحالف 94 للواجهة.
-الاصلاح والمؤتمر بين تأليب الرأي العام ضد الجنوب تحت تسميات ( الحراك القاعدي - الحراك الشيوعي – والحراك الشيعي – الحراك المسلح ) .
مقدمة :
شاهدنا وقرأنا وعرفنا يقيناً سيناريوهات عديدة يتم العمل من خلالها اليوم لمواجهة الثورة الجنوبية السلمية المتأججة والتي ترفض أي من تلك التحركات السياسية المسماه بالتسوية السياسية في اليمن ، إنطلاقاً من تجارب تأريخية عرف منها الشعب الجنوبي مدى الخيانة والتنكر نقض الاتفاقيات والتعهدات من قبل كل من لهم صلة بسلطات صنعاء وتحالفاتها التي غزت الجنوب عام 1994م .
التأريخ السياسي اليوم في الجنوب يعيد نفسه ولكن بتفكير جامد لطرف صنعاء وقواها السياسية ، دون قراءتهم لواقع الجنوب اليوم بشكل صحيح ، وهو الامر الكفيل بسقوطهم الكبير اليوم في الجنوب ، كون قوة خصمهم الجنوبي اليوم اختلفت كلياً ولم تعد هي القوة التي واجهتهم عام 94م ، فقوة الشعب الجنوبي اليوم وإرادته هي من تواجه صنعاء وتحالفاتها وسيناريوهاتها المستوردة اليهم وربما النابعة من الوصاية الخارجية ، بخلاف ما تم عام 94م حينما وقف الشعب الجنوبي موقف الحياد الذي صنع النصر المؤقت (الهمزيمة ) لقوى صنعاء العسكرية والسياسية والدينية ، واجزم قطعاً هنا لو أن الشعب الجنوب وقف عام 94 ضد قوى صنعاء لما استطاعت أن تطأ شبراً من ارض الجنوب أو تنعم بحياة هانئة ومستقرة مكنتها من السيطرة على الثروات وإحكام القبضة العسكرية على الجنوب على مدة عقدين من الزمن ، والواقع اليوم هو من يحكي الفرق بين اللحظتين الزمنيتين 94م واليوم .
المغامرة الآخيرة للحفاظ على "الوحدة اليمنية" :-
" الوحدة اليمنية " كما تسمى لا يمكن لها ان تتحققإلا برضى شعبي واسع في الجنوب كما يقول الواقع التاريخي والسياسي ، وهو ما لم يعد موجوداً اليوم نتيجة لتحول تلك الوحدة السياسية إلى عملية إحتلال عسكري شمالي للجنوب ، ولم يتوقف عند الحد ذلك بل تجاوز حتى وصل إلى محاولة إنهاء هوية الشعب الجنوبي الاصيل وأعتبار الجنوب "فرعاً عاد للأصل " ، وما لحلقها من ممارسات عنصرية وتهميش وإذلال للجنوبيين احزاباً وفئاتاً وأفراداً ، ولا داعي لشرح التفاصيل التي يعرفها العالم أجمع .
لقد فشلت المغامرة الاولى للحفاظ على "الوحدة اليمنية " بتعميدها بالدم ، وانتجت المغامرة واقعاً اشد نقمة على الوحدة من سابقاتها ، وفشل صالح فشلاً ذريعاً بمعالجة الأمر لإنقاذ ماء وجهه عندما ظهر الحراك الجنوبي السلمي ، وتربص به حلفاءه السابقين لإحتلال الجنوب عام94 "حزب الاصلاح " في ضربه مستغلين الأمر كي يصلوا إلى الحكم الذي ابعدهم عنه بإنقلابه عليهم وطردهم من الحكم بعد عامين من انتصاره المؤقت في حرب 94م ، وبعد أن وصولوا إلى نصف الحكم بالشراكة مع صالح الذي تشبث بالحكم مستغلين ازمة سميت "ثورة شباب التغيير " كتقليد لما جرى في عدد البلدان العربية ، وذلك بعد أن رفض الحراك الجنوبي قبولهم في ثورته منذ انطلاقها عام 2007م كونهم " أي الاصلاح " شركاء في إحتلال الجنوب وتدميره ، حيث الحراك بالفعل من طردهم وعدم ترك الفرصة للتسلق إلى الحكم عبر ثورته السلمية التي دقت ناقوس الخطر في نظام صالح وفكفكته واربكته .
إلا أن صول حزب الاصلاح إلى نصف الحكم وقبل ان يكملوا مهتهم للقضاء على صالح العنيد أو بالاصح فشلهم في القضاء عليه ، جعلهم يندفعون نحو الجنوب لمواجهة الثورة الجنوبية السلمية للإنتقام من الحراك الجنوبي السلمي تحت ذريعة الحفاظ "على الوحدة اليمنية المقدسة " حد وصفهم ، ولكن بشكل فج وعقلية جامدة تنتهج نفس الادوات والاساليب التي انتهجوها أثناء تحالفهم مع شريكهم صالح عام 94م دون أن يفكروا انهم اليوم لن يكونوا في مواجهة الحزب الاشتراكي اليمني ولا نظام سلطة في الجنوب ، بل انهم في مواجهة شعب الجنوب بأكلمه أو باغلبيته الساحقة التي عجز صالح على مواجهته قبلهم .
الاصلاح يكرر طريق صالح لموجهة الشعب الجنوبي :
لا ضير ان نشاهد اليوم حزب التجمع اليمني للاصلاح يفكر بنفس عقلية صالح الجامدة لمواجهة الشعب الجنوبي وثورته السلمية التحررية التي يمثلها الحراك السلمي ، كونه حزب منبثق عام 90م من حزب المؤتمر الذي أسسه صالح لمواجهة الجنوبيين بُعيد الوحدة اليمنية للإغتيالات والتصفيات ولمواجهة الحزب الاشتراكي الذي كان يمثل الجنوب في الوحدة اليمنية وكومتها بحسب ما ذكره "عبدالله الاحمر في – مذكراته " ومن تلك الوسائل والطرق التي يستخدمها الاصلاح اليوم لمواجهة الشعب الجنوبي الآتي :-

أولاً : تلفيق التهم الكاذبة بالجنوبيين :-
(الحراك القاعدي ) مصطلح اخترعه صالح وحاول إلصاقه بثورة الحراك الجنوبي السلمي ففشل فشلاً ذريعاً واكتشف العالم ان القاعدة تتبعه وتدار من مقر تواجده في القصر الجمهوري وغيره ، واليوم يقوم الاصلاحيون بتلفيق ما يسمى ( الحراك الشيعي ) وهو المسمى المتناقض تماماً مع تلفيقات صالح السابقة ، كما هو متناقض مع تلفيقاتهم التي يطلقونها على الحراك اليوم ايضاً تحت مسمى ( الحراك الشيوعي ) ، وجميع تلك التهم لا يمكن أن يحققوا منها شيئاً غير ترسيخ عقيدة الشعب الجنوبي أن الوحدة اليمنية هي سبب كل ما جرى ويجري في الجنوب ، وإزدياد شعب الجنوب تمسكاً بان تلك القوى هي قوى فيد وعصابات نهب وتدمير ويجب تخليص الجنوب منها حيث لن يتم ذلك الخلاص إلا من خلال تحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة بعد فك ارتباطها من " الوحدة اليمنية المغدورة ".
وهذه الطريقة تستخدم لمحاولة إيجاد دعم وغطاء دولي في إطار الصراع القطبوي والاقليمي بين الدول الكبرى .
ولا ننسى هنا أن الهيئة الشرعية الجنوبية وعلماء الدين والدعاة الاسلاميين الجنوبيين قد افشلوا سلاح الاصلاح القديم من استخدام الدين والفتاوى ضد الجنوبيين ، حيث بات العلماء والدعاة منخرطون في ثورة الحراك ويتصدرون مشهدها وبذلك افسدوا على الاصلاح سلاحه القديم وهذه ضرب قاصمه للإصلاح ، وما إعتقال العلامة الشيخ حسين بن شعيب إلا من أجل ايقاف نشاطات الهيئة الشرعية التي ابطلت اهم سلاح وتلفيقات الاصلاح وهي الادعاء بان الحراك (شيوعي – أو انه شيعي ) .
ثانياً : الحراك المسلح :-
يعرف أحرار العالم ان تهمة " الحراك المسلح"هي تهمة قديمة استخدمها صالح ونظامه لقمع المسيرات والمهرجانات السلمية التي يخرج بها الشعب الجنوبي وفشل بامتياز في تلفيقها، حيث ارتكب جرائم وحشية بحق الجنوبيين السلميين ، إلا ان حزب الاصلاح استخدم اليوم نفس الاتهام لمواجهة الحراك السلمي ومحاولة التغرير على الرأي العام العالمي ، رغم معرفة العالم ان اول ثورة سلمية إنطلقت في الشرق الاوسط هو "الحراك الجنوبي السلمي " في الوقت الذي لم تستطع أي شعب أو قوة في العالم ان تنبس ببنت شفه ضد حكامها .
وهذه الطريقة يستخدمونها لمحاولة تحقيق رغبات دموية في القمع الوحشي والقتل للمتظاهرين الجنوبيين مثلما حصل في مجزرة الكرامة يوم 21 فبراير 2013م .
ومن هنا راح اعلام الاصلاح يلفق بياناً بإسم القاعدة يتوعد بقتل انصار الحراك الجنوبي الشيوعيين والرافضة وهو التناقض الكبير نتيجة الارباك الذي اصيب به الاصلاح حزباً وقياده وإعلام ، كما راحوا يلفقون ان الشيخ حسين بن شعيب قيادي في تنظيم القاعدة ، في حين لفقوا بيان للقاعدة بقتل الحراكيين الشيوعيين ، وهي الهزيمة التي مني بها الاصلاحيون وجعلتهم يتخبطون دون ان يعرفوا ماذا يريدون ..؟
ثالثاً : الفتنة بين الجنوبيين وخاصة القبائل الجنوبية :-
هذا الفعل الشنيع والممارسة الإجرامية هي ذاتها التي يستخدمها اليوم حزب الاصلاح النصف حاكم ضمن وسائله لمواجهة الشعب الجنوبي ، وهي نفسها الافعال التي بذل صالح من أجل تحقيقها مليارات الريالات ، ولكنه مُني بفشل ساحق ، واستطاعت حكمة الشعب الجنوبي تجاوزها وهزيمتها ، وهزم ايضاً الاصلاح في ذلك رغم انه يضخ سلاحاً للقبائل الجنوبية كي تصارع به قبائل جنوبية آخرى وذلك من خلال مشائخ وشخصيات جنوبية ، لكناه اليوم باتت معزولة ومنطوية على ذاتها بعد ان عرف الشعب الجنوبي مهامها الخطيرة .
وهذه الطريقة يتم استخدامها من أجل تحقيق المبداء البريطاني " فرق تسد " حيث ينشغل الشعب الجنوبي بصراعاته القبلية وتترك لهم الساحة كي يعيدوا اوراقهم وقبضتهم على الواقع الجنوبي السياسي والسلطوي .
رابعاً : الفتنة بين الشعبين الجنوبي والشمالي :-
منذ أول وهلة استخدم صالح هذه الطريقة فشل فشلاً ذريعاً ، ويسعى الإصلاح اليوم لمحاولة إنجاحها وصنع الفتنة بين الشعبين الجنوبي والشمالي من خلال تجييش وسائل إعلاميه لتحريض الشعب الشمالي ضد الشعب الجنوبي معتمداً على تزوير حوادث فردية تحدث في أي مكان من العالم اثر خلافات بين المواطنين ، بل صور الإعلام الاصلاحي تلك الحوادث التي استنكرها الحراك الجنوبي السلمي وحصلت في الجنوب على انها ( تطهير عرقي للشماليين ) مستخدماً صوراً وفيديوهات من " الصين والمكسيك " لعمليات تطهير عرقي ، وذلك ليصنع حودث مماثلة لها في الشمال ضد الجنوبيين رغم ان سلطات حكومية أكدت ان تلك الحوادث ناتجة عن خلافات شخصية بين أفراد ولا علاقة للاحداث السياسية بها مثل حادثة ذبح مواطنة في عدن على خلاف حول ارضية وعملية إصابة بائع بحرق طفيفه نتيجة إحراق محل تجاري .
وهذه الطريقة يستخدمها الاصلاح لإنقاذ ماء وجهه جراء ارتكابه حماقات المجازر المستمرة بحق المتظاهرين الجنوبيين سلمياً ومحاولة لحرف الانظار ، كما انه يستخدمها كآخر وسيلة معه لإدخال الشعبين في صراعات دموية وفتن فيما هو يستأثر بالسلطة السياسية والثروات ويشغل الشعبين عن ذلك بصراعاتهم .
نتائج تلك الممارسات الاصلاحية في الجنوب
كل ما ذكر اعلاه من ممارسات يقوم بها حزب الاصلاح وقام بها صالح قبله وفشل ، لن تنتج واقعاً مستقراً ، ولا يمكن ان تحافظ على "الوحدة اليمنية" أبداً ، كما هو ذاته لا يمكن أن ينتج العنف العسكري والقمع في الجنوب للمسيرات السلمية أي استقرار أو قبضة عسكرية تسيطر على الجنوب كما يفكر قيادات الاصلاح ويتفاخرون بها خاصة العقيدين في الامن السياسي " اليدومي والآنسي ، والجنرال العسكرية علي مسحن الاحمر والناهب الكبير حميد الاحمر " وغيرهم .
تلك الممارسات يفتعلها الاصلاح محاولاً خلق نوعاً من الخوف لدى أبناء الشعب الجنوبي من إندلاع موجات عنف بينهم وبين إخوانهم أبناء الشعب الشمالي ، وهي بذاتها وإن تحققت سيكون أول من يحرق بنارها قيادات حزب الاصلاح وخاصة المتواجدين في الجنوب والذين يلبون اوامر الصانعين الحقيين لتلك الاعمال العنيفة في غرف صنعاء المغلقة ، اما تلفيق التهم الباطلة بحق شعب الجنوب يقدم خيرة شبابه شهداء وجرحى نتيجة للسلمية التي يتمتع بها فلن تزيد الشعب إلا إيماناً بأنه لا خلاص للجنوب إلا بمطالبه في استعادة دولته المستقلة وتخليصه من ايادي تلك القيادات الدموية التي تريد ان تحقق مكاسب سياسية وثروات على حساب دماء وأشلاء الابرياء والآملين بحياة كريمة ومستقبل آمن لأولادهم وأجيالهم القادمة في ضل دولة نظام وقانون بعيداً عن نظام القبائل والمشائخ والغرف المغلقة .
"هادي" الرئيس تحت الطلب :-
لا داعي لشرح كيف وصل هادي للحكم وكيف اعاد الحراك الجنوبي له مكانته بعد أن ضل عقدين من الزمن مهاناً ومهمشاً في صنعاء ، وكيف أنه وصل إلى الحكم كرئيس بإسم الجنوب ومثله باسندوه والقيادات العسكرية والوزراء والمدراء الجنوبيين جميعهم ، لكنهم جميعاً لا يزالون رهائن أو بالأصح أدوات تحركها أيادي صالح واولاد الاحمر في إطار الصراع السياسي والعسكري .
فهادي الذي سامحه الشعب الجنوبي عما ارتكبه بحق الجنوب عام94م ، إضافة إلى قيادات جنوبية كثيرة ارتكبت اخطاءً فادحة ومتنوعة بحق الشعب في الجنوب منهم علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وقيادات عسكرية آخرى كثيرة ، إلا أن اغلبيتهم وعوا رسائل المسامحة التي بعثها الشعب الجنوبي لهم ، فيما يبقى هادي معه آخرين مصممين على المضي في معاداتهم للشعب الجنوبي على حساب صنعاء وقياداتها وربما ايادي خارجية تنفذ أجنده معينة .
وهادي الرئيس اليمني الذي كان يأمل منه شعب الجنوب أن يكف عمليات القتل واراقة الدماء بحق الشعب الجنوبي الذي يناضل سلمياً ، ظهر مكشراً انيابه ومتهماً ان الحراك الجنوبي مسلحاً ، رغم علمه أن الحراك الجنوبي لم يعد تياراً تابعاً للبيض أو غيره حتى يتهمه هادي بالتحالف مع إيران او غيرها وتنفيذ أجندة معينه ، بل هو ثورة شعبية تحررية فيها من يعارض سياسات الرئيس البيض ومن يقبلها رغم ان البيض لا يقود ما يجري في الجنوب ، ولكن الشعب الجنوبي أجبره عن الخروج عن صمته والوقوف إلى جانب الشعب الجنوبي فيما يريد .
إلا ان هادي الرئيس يبدو انه بات أداة لتنفيذ مخططات معينة ومرسومه لا يستطيع مخالفتها على حساب الدم الجنوبي البريء الذي يراق في مناطق الجنوب المختلفة وعلى رأسها عدن وحضرموت، وتأتي في إطار صراع صالح مع حزب الاصلاح أو صراع السعودية مع إيران ، حيث يصارع صالح الاصلاح ويدفع بإرتكاب المجازر الدموية التي بدأها الاصلاح في الجنوب وبدعم هادي من اجل زيادة اتساع الفجوة بين الاصلاح والجنوب المتوسعة اصلاً منذ زمن ، في ضل غباء الاصلاحيين المندفعين نحو السيطرة على الحكم في الجنوب الزاخر بالثروات والاموال التي يسعون للسيطرة عليها ، وذلك بحيث يصارعهم صالح باعداءه وسبب اسقاطه الحقيقي وهم الجنوبيون ، وبهذا يصارع صالح اعداءه من الطرفين بالنيابة في حين يضل هو متفرجاً بسرور لما يحدث .
كما ان هادي قد يكون ايضاً ينفذ أجندة خارجيه وخاصة في ضل إصراره ان الحراك الجنوبي مسلحاً ويتبع البيض وتقوده ايران التي لديها صراع اقليمي مع السعودية العربية ودول الخليج ، بحيث تتخذ هذه التلفيقات لضرب الحراك الجنوبي والحشد الدولي ضد الشعب الجنوبي مثلما حدث في بيان مجلس الامن الاخير الذي حشر اسم البيض كمعيق للتسوية رغم عدم علاقة الرجل بالتسوية اليمنية ولم يكن طرفاً فيها .
وفي ضل الاحداث الجارية في الجنوب اليوم تتضح صورة جلية لعملية الدفع والتحريض الذي يفتعله حزب الاصلاح في الجنوب من اجل إفشال مرحلة هادي والحوار اليمني الذي دعى له ، ولكن تحت ذريعة الجنوب ، وتلك سياسية ضغط على هادي لتلبية رغبات حزب الاصلاح التي افصح عنها " عبد المجيد الزنداني "في رسالته لهادي الاخيرة ، بأن يكون الزنداني وحاشيته مرجعية لهذا الحوار الذي دعا له هادي ويسعى لانجاحه بدعم دولي وعلى حساب تصفية القضية الجنوبية وإنهاءها ، والذي شكل رفض الحراك ومكوناته إعاقة كبيرة امامه .
ولان هادي بإعلانه موعد الحوار يوم 18 مارس القادم في ضل رفض الحراك الجنوبي ومكوناته الانخراط ، شعر الاصلاح أنه لا جدوى من هذا الحوار طالما والحراك يرفض الانخراط فيه والذي يسعى الاصلاح من خلاله بضرورة حضور الحراك فيه لتصفية القضية الجنوبية وتشييعها ، كون عدم دخول مكونات الثورة الجنوبية "الحراك الجنوبي "هذا الحوار يعني أن هناك تفاهمات سياسية آخرى ستتم مع الحراك وستلبي رغباته السياسية التي ستصل إلى " تقرير المصير " وهو الأمر الذي يعني نجاح الثورة الجنوبية السلمية ، لذلك يسعى الاصلاح لإفشال الحوار اليمني الذي لن يشارك الحراك فيه ، وبهذا تبدو الصورة واضحة جداً من إفتعالات حزب الاصلاح في الجنوب وتلفيقاته وحشده الاعلامي الغير مسبوق بان الحراك مسلح وانه تابعاً لإيران وغيرها من التلفيقات التي ستسقط حتماً إذا صمد الشعب الجنوبي في بسالته ونضاله السلمي سيقوده ذلك الصمود للنصر المبين وتحقيق أهدافه السياسية في تقرير مصير الجنوب وإستعادة دولته المستقلة وعاصمتها عدن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.