أعلنت لجنة جائزة نوبل انها قررت منح جائزة الآداب لهذا العام للشاعر السويدي توماس ترانسترومر البالغ من العمر 80 عاما.
وقالت الاكاديمية السويدية، الجهة المانحة، إن ترانسترومر قد فاز بالجائزة "لأنه، ومن خلال الصور المكثفة والشفافة التي يرسمها بشعره، يمنحنا طريقة جديدة لاستشراف الحقيقة".
ووصف الامين العام للاكاديمية بيتر انغلوند شعره بالقول "يتناول الموت والتاريخ والذاكرة التي تحدق بنا وتزيد من قيمتنا ... لا يمكننا ابدا ان نشعر بالصغر بعد قراءة شعر ترانسترومر".
وبذا يصبح ترانسترومر الأديب ال 108 الذي يفوز بهذه الجائزة منذ تأسيسها، والتي فاز بها في العام الماضي الاديب البيروفي ماريو فارغاس لوسا.
قصائد صوفية واوضح بيان الاكاديمية السويدية ان "غالبية دواوين ترانسترومر الشعرية تتسم بالايجاز والوضوح والاستعارات المعبرة"، واشار الى أنه في دواوينه الاخيرة، ولا سيما اخر عمل له صدر في 2004 وضم 45 قصيدة صغيرة جدا، "مال ترانسترومر الى اقتضاب اكبر والى درجة اكبر من التركيز".
بدأ ترانسترومر بكتاة قصائد تقليدية تدور ثيماتها الاساسية حول الطبيعة الا ان اعماله اتخذت رويدا رويدا طابعا اكثر حميمية وحرية بحثا عن الارتقاء بالذات وفهم المجهول.
وترانسترومر عالم نفس سابق اصيب بجلطة دماغية عام 1990 اثرت على قدرته على النطق وادت الى اصابته بشلل في يده اليمنى.
وقد ترجم الشاعر الامريكي روبرت بلاي العديد من اعماله الى الانجليزية، فضلا عن صديقه الشخصي الشاعر الاسكتلندي روبن فولتن.
وتحدث فولتن عن المخيال الثري بالاستعارات والقدرة على الادهاش لدى ترانسترومر، وخلص الى انك "لا تشعر ابدا بعد قراءته انك الشخص ذاته الذي كنته قبل قراءته"
بدأ فولتن العمل مع ترانسترومر في بداية السبعينيات، واضاف متحدثا لبي بي سي ان "بعض اللغة السويدية التي تعلمتها كان عبر ترجمة توماس" .
واضاف "كان علينا الغوص في مكان ما، وعندما تكون في المزاج سيكون شيئا جيدا حتى قيام شخص ما بتأشير الاخطاء التي ارتكبتها".
ووصفت مجلة الناشرين قصائدة بانها "صوفية،متنوعة وسلسة، وحزينة" وقد ترجمت الى اكثر من 50 لغة.
اللجوء الى الموسيقى وظل ترانسترومر على قائمة المرشحين لجائزة نوبل لسنوات عديدة منذ عام 1993. واصبح بعد فوزه بها ثامن اوروبي يفوز بجائزة نوبل للاداب خلال السنوات العشر الاخيرة .
كما انه أول سويدي يفوز بجائزة نوبل منذ نحو 40 عاما، اي منذ فوز الكاتبين السويديين ايفيند جونسون وهاري مارتنسون بالجائزة عام 1974.
ورغم ان اسمه كان مطروحا للفوز بنوبل للاداب منذ سنوات الا ان ترانسترمر "فوجئ" بالنبأ عند تلقيه الاتصال الهاتفي لتبليغه بالفوز. وقالت زوجته مونيكا لوكالة الانباء السويدية بعد اعلان فوزه "ما كان يظن انه سيشعر يوما بهكذا فرحة".
واوضح امين عام الاكاديمية انغلوند انه "كان يستمع الى الموسيقى"عندما ابلغ بخبر الجائزة.
وكانت الموسيقى هي سلواه الوحيدة في السنوات الاخيرة بعد الشلل النصفي الذي اصابه، بل انها كما اكدت زوجته في مقابلة صحافية، باتت اهم بالنسبة اليه من الكتابة.
واوضحت انه الى جانب استماعه للموسيقى كل صباح كان يعزف البيانو يوميا بيده اليسرى فقط لان اليمنى مشلولة منذ اصابته بسكتة دماغية في 1990.
ولد ترانسترومر في ستوكهولم في ابريل/نيسان عام 1931، وتولت والدته تربيته بعد رحيل والده المبكر.
حصل على شهادة جامعية في علم النفس العام 1956 وعمل في المعهد النفسي التقني في جامعة ستوكهولم قبل ان يهتم في ستينات القرن الماضي بمعالجة انحراف الشباب في معهد متخصص بالسويد.
وصدرت مجموعته الشعرية الاولى، 17 قصيدة ، عندما كان بعمر 23 عاما.
وفي عام 1966 حصل على جائزة بيلمان من بين العديد من الجوائز والتكريمات التي نالها في حياته.
وفي عام 2003 قرأت احدى قصائده في حفل التأبين التذكاري لوزيرة الخارجية السويدية التي تم اغتيالها أنا لينده.
وجائزة الآداب، التي تبلغ قيمتها 1,45 مليون دولار، هي رابع جائزة تمنحها الاكاديمية هذا العام بعد جوائز الطب والفيزياء والكيمياء.
ومن المقرر ان تعلن الاكاديمية عن الفائز بجائزة نوبل للسلام يوم غد الجمعة.
