اظهر تسجيل مرئي بثه نشطاء على شبكة الانترنت حقيقة المصادمات التي اندلعت صباح اليوم السبت بين محتجين شباب من أهالي مديرية المنصورةبعدن وقوات الجيش اليمنية التي دأبت متحدثون في الحكومة على القول بان قوات الجيش تتصدى لمسلحين من الحراك الجنوبي خلال تبريرها لسقوط قتلى مدنيين . ويظهر التسجيل المرئي الذي بث على شبكة الانترنت وتم تصويره خلال اقتحام قوات الجيش اليمنية لمديرية المنصورة صباح اليوم العشرات من المحتجين الشباب يتصدون لقوات الجيش اليمنية دون ان يكون بينهم مسلح واحد. وفي الفيديو المنشور يظهر رجل مسن وهو يردد شعارات مناوئة للحكومة المركزية في صنعاء والمطالب بتحرير الجنوب حد وصفه . ويظهر الفيديو عدد من الأطفال والشباب وهم يشاركون في هذه الاحتجاجات في حين كان يسمع وبصوت جيد إطلاق النار في أنحاء قريبة من موقع الإحتجاجات .
ويتحدث احد الأطفال خلال التسجيل المرئي عن إطلاق جنود الجيش النار على المتظاهرين بشكل سلمي في حين تظهر لقطة أخرى احد المنازل القريبة من الشارع الرئيسي بالمنصورة وأجزاء منه. وخلال تصوير هذه المشاهد يتعرض المحتجون الشباب لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الجيش ويهرع عدد منهم إلى أماكن متعددة لأجل الاختباء . ومن شأن بث هذا الفيديو ان يدحض مزاعم حكومية تحدثت مرات عديدة عن تصدي قوات الجيش لمسلحين من الحراك الجنوبي وهو الأمر ينفيه الحراك وتعززه شهادات موثقة بينها هذا التسجيل المرئي. وصباحا سقط أول قتيل برصاص وحدات من الجيش اليمني منذ الصباح واستهدفت أحياء واسعة من مديرية المنصورة . وقال مسعفون ل "عدن الغد" ان شاب ويدعى رضوان الحبشي" أصيب بعيار ناري أطلق من سلاح دوشكا اخترق منطقة ما أعلى القلب والكتف . وقال متظاهرون ان طقم تابع للجيش كان يمر بالشارع الرئيسي بالمنصورة أطلق النار بشكل مباشر على المحتجين الشباب فيما كان جنود آخرين يطلقون النار من أسلحة رشاشة وهو ما أسفر عن سقوط أربعة جرحى بينهم الشاب "رضوان الحبشي" الذي توفي على الفور . وشهدت مديرية المنصورةبعدن منذ الصباح الباكر اوسع عملية اقتحام لقوات الجيش للمدينة منذ سنوات ورافقها إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة وأخرى خفيفة . وجاء هذا الهجوم في حين كان يتوقع ان تخفف الحكومة اليمنية من أعمال القتل التي تطال محتجين جنوبيين بعدن بعد مقتل أكثر من عشرة أشخاص برصاص قوات أمنية وعسكرية الشهر الماضي. ويقول الجنوبيين ان الحكومة اليمنية تتعامل بقسوة شديدة من الاحتجاجات التي ينفذونها لكنها في المقابل تمارس ضبطا للنفس تجاه الاحتجاجات المماثلة في مدن الشمال . وفي عدن غالبا مايطلق الجنود المشاركين في قمع الاحتجاجات النار بصورة مباشرة على أجساد المتظاهرين وفي أماكن قاتلة . ولايخضع الجنود اليمنيون لأي محاسبة في مواجهة أعمال القتل هذه حيث لم تقدم الحكومة اليمنية ومنذ عام 2007 وحتى اليوم أي جندي للمحاكمة رغم مقتل المئات من الجنوبيين برصاص قوات الجيش والأمن اليمنية .