يعتبر شهر سبتمبر بالنسبة لشمال اليمن هو العيد الوطني والفرحة الكبرى التي أخرجت اليمن من نفق مظلم وحكم مليشاوي الى الحكم الجمهوري الذي رسم مستقبل اليمن لاحقاً وفي الوقت نفسه يعتبر هذا الشهر هو النكبة التي حلت وعمت اليمن جمعيا. ففي هذا الشهر المجيد وبذات ال 26 منه ذلك اليوم الذي لم تصنع شمس الضحى أشعته بل صنعه الأبطال وهو النصر المبين الذي أخرج اليمن من نفق مظلم وحكم كهنوتي سلالي لايؤمن بالتعددية السياسية ولا بالنظام والقانون . حكم أمامي خلفي رجعي ظل جاثم على صدور اليمنين لسنوات عدة حتى جاء هذا اليوم السبتمبري وأزاحه وتخلص منه بفضل الرجال الأبطال الذين رفضوا الظلم والاضطهاد من قبل هذا الحاكم المتعجرف .. والذي قامت في وجهه ثورة قادها خيرت الأبطال منهم الزبيري والثلاياء وغيرهم من الذين لم ترعبهم غطرسة الإمام ولا سجونه الموحشة التي خرج منها هؤلاء الأبطال شم الانوف كما تخرج الأسد من غابها.. فلا زال تاريخ نضالهم منحوت في قلب كل يمني حر ولا زلنا نتغنى بأغانيهم الثورية الحماسية التي زلزلت كيان الإمامة . كانت هذه الثورة بمثابة مفتاح النصر لليمن ككل والذي من استلهامها ومنبعها تفجرت ثورة ال 14 من أكتوبر التي قضت هي بدورها على استعمار بريطانيا الغاشم للجنوب .. نعم انه اليوم السبتمبري الذي قضى على حكم الامامة البقيض والذي اعتبر في ما بعد عيد وطني يفرح فيه كل يمني ويتغنى به " انت ياسبتمبر التحرير يارمز النضالي". تأتي هذه الذكرى ال 57 من قيام تلك الثورة المباركة ونحن لازلنا نحارب بقايا تلك الجحافل الضاله التي لاتؤمن بالجمهورية ولا بالحرية والديمقراطية والعدالة والذي عادها لنا الحوثي اليوم بنفس الثوب وفي نفس الشهر الذي قام فيه الشعب على والده الرجعي بالثورة المجيدة وذلك انتقام لما قام به هذا الشعب العظيم لإزاحة الظلم والطغيان الذي كان من سمات هذه الفئة الباغية.. ليجعلوا من سبتمبر العظيم والنصر المبين شهراً اسودا باقتحامهم العاصمة صنعاء والاستيلاء على مؤسسات الدولة بطريقة انتقامية على ما حصل في 26سبتمر 1962م. لكن بفضل الله وفضل انسال احفاد الزبيري ومؤسسي الجمهورية ستعود الدولة والجمهورية الى هؤلاء الأبطال وسيفشل مشروع الملالي وستنتهي النكبة التي حلت بنا لا محالة .