لو نفذت اعمال كشط الاسفلت ورصف الشوارع في مدينة اخرى غير زنجبار، مدينة يتمتع اهلها بالحد الادنى والمقبول من نوفر الخدمات الاساسية لكان ذلك مدعاة للاشادة والتقدير، لكن ان يتم تنفيذها في مدينة شبة مدمرة كزنجبار تحتاج لاعادة اعمار و تفتقر لشبكة صرف صحي، ناهيك عن انقطاع الكهرباء، فإن ذلك لايعدو كونه في نظر ابناءها مجرد ترف فائض لاغير، وتجاهل لاحتياجات المدينة الرئيسية، ولوكنت املك سلطة القرار بالمدينة ، لطلبت من اول وفد زائر يمثل اي جهة مانحة المبيت ليلة في المدينة ليدركوا معنى ان تنام في مدينة تتميز بالطقس الحار والخانق بدون كهرباء، سآخذهم في جولة صباحية عبر شوارع زنجبار، وسإمخر بهم عباب المستنقعات الراكدة حتى يدركوا معنى ان تعيش في بيئة غيرصحية وغير نظيفة وموبؤة، وعندما اشعر ان التعب والآنهاك قد بلغ بهم مبلغه، سأوي بهم الى جدار منزل آيل للسقوط ليستريحوا ويستظلوا تحته، حتى يدركوا معنى ان تعيش تحت هاجس شعور الخوف موتا تحت ركام منزل منهار ، سإخبرهم ان هدم منزل مواطن آيل للسقوطوإعادة إعماره ليؤي اسرته هو اولى من كشط اسفلت شارع او رصف زقاق جانبي وان هم اخذوا تلك الاحتياجات بعين الاعتبار، حينها فقط فان ابناء زنجبار سيخلعون لهم القبعات اجلالا، بل وسيشيدون لهم نصب تذكاري على مدخل مدينتهم تعبيرا عن الشكر والعرفان. ياجماعة احترموا عقولنا، حسستونا وكاننا نعيش في باريس ولاينقصنا سوى رتوش جمالية ولوحات جدارية ناهيك، عن بناء مجسم شبيه ببرج ايفل يحل محل جولة ( الجحال) حسستونا اننا نسكن في منازل فخمة، تجري من تحتها انفاق صرف صحي بنيت على احدث طراز، تصب في احواض خارج المدينة اسفل جسر الصين، وهناك يتم اعادة تدويرها ومعالجتها كيميائيا وتمرير اشعة الليزر عبرها لانتاج الكهرباء وتزويد المدينة بتيار كهربائي على مدار الساعة، والفائض منها ( اقصد مياه الصرف الصحي) يتم تجفيفها في احواض وصنع اقراص لدواء النامس من قوامها الصلب بعد التجفيف. لوجه الله، كفى عبثا ، فزنجبار مدينة بحاجة لتضميد جراحها بعد ان عانت من الحرمان والخذلان طوال سنوات مضت، وليست بحاجة لتسويق الوهم لسكانها البسطاء ، عبرتنفيذ مشاريع عبثية لتسجيل حضور او موقف بغرض الظهور الاعلامي ليس الا.