الهوية الجهوية هي هوية إسقاط خارجي و ليست هوية تعريف ذاتي , يصنعها مركز ما وفق ثقافته المعينة لتقبلها الأمة المعنية بها كبطاقة هوية و جواز سفر وفق السائد المتعارف عليه خارجيا . فهوية اليمن كنموذج هي هوية جهوية باسقاط خارجي و ليست هوية تعريف ذاتي , صنعها المركز الديني و الاقتصادي لشبه الجزيرة العربية ( مكة ) و عمدتها فيما بعد مركزية الدولة الإسلامية عندما تمددت و عممت ثقافة التعريف بالجغرافيا و الديموغرافيا , حتى بعد نقل مركز الدولة إلى الشام ظلت هذه الهوية كما هي ولم تتأثر , لماذا ؟! لأن الانتقال الجغرافي للدولة الإسلامية كان انسحابا ديموغرافيا و ليس انقلابا سياسيا من الشام ذاتها فانسحبت ثقافة و سيكولوجية المركز بانسحاب الديموغرافيا الحاكمة ذاتها , لتبقي على الهوية الجهوية كماهي كهوية اسقاط خارجي للمركز (مكة) على الجغرافيا الجهوية الشام و اليمن . و هذا الانسحاب الديموغرافي للسلالة الهاشمية الحاكمة الذي ظل حاملا لثقافة و سيكولوجية المركز ذاتها , يفسر الحقيقة التالية : - أن أول من جعل هوية اليمن الجهوية هوية سياسية هم هاشميو المملكة المتوكلية اليمنية بانسحابهم الديموغرافي , حامل الثقافة و السيكولوجية المتعاقبة لمركز الاسقاط الخارجي المقرر لهوية اليمن الجهوية .. بيد ان كل الممالك التي حكمت في اليمن ولم تحكم اليمن حملت اسم و هوية أسرية ولم تحمل اسم وهوية اليمن , رغم ان تسمية المملكة المتوكلية باليمنية ترك مجالا لتعددية الدول اليمنية الا انه كان مدخلا للفكرة وحدة اليمن السياسية , الفكرة الامبريالية التوسعية . - أن أول من جعل هوية المغرب الجهوية هوية سياسية هم هاشميو المملكة المغربية لنفس سبب الانسحاب الديموغرافي بثقافته و سيكولوجيته المركزية .... الا ان المملكة المغربية انكفت على نفسها و نأت عن تبني فكرة وحدة المغرب العربي السياسية .