يتخيل كل جيل أنه أذكى من الذي سبقه وأكثر حكمة من الذي يليه. جورج أورويل سوف اطرح امثلة لبعض نماذج الاختلاف السياسي في المجتمع الجنوبي حول جدلية الوحدة والاستقلال بين الشمال والجنوب من منظور الأفراد. النموذج الاول : جنوبي يؤمن ويعمل بكل صدق واخلاص لدعم مشروع الاستقلال الوطني الجنوبي. يقدم المال، الوقت، الصحة، والحياة في سبيل نجاح المشروع وهم القوة الفاعلة في الميدان. النموذج الثاني : جنوبي لا يؤمن بالقضية الجنوبية ولكن يحمل شعار الجنوب والهم الوطني من أجل التكسب المالي وتمرير بعض المصالح الشخصية لذلك تجد بعض الأشخاص عند كل متغير سياسي يتحول كما تتحول الشمس من المشرق إلى المغرب. نتحدث عن عنصر انتهازي لا يؤمن بدولة الوحدة ولا يؤمن بدولة جنوبية مستقلة. مؤمن بالدولار والدرهم والريال، لذلك تجد هذا العنصر يجيد القفز من مركب سياسي إلى مركب سياسي آخر. ما يميز هذا العنصر اجادة استخدام المصطلحات العاطفية التي تلهب حماس الجماهير. النموذج الثالث: يوجد صنف آخر لا يهتم كثير بالتصنيفات السياسية كانت بشعار الوحدة أو الاستقلال يريد أن يعيش حياة طبيعية يقبل بمشروع جنوبي أو مشروع وحدوي يوفر له متطلبات الحياة الكريمة. النموذج الرابع : طرف جنوبي مؤمن بالوحدة اليمنية وشعار احادية الأرض والإنسان اليمني يوجد أشخاص حقيقين محبين للوحدة لايريدون استقلال الجنوب عن الشمال وفق منهجية دينية أو روابط اجتماعية لذلك تجدهم عاشقين للشمال بكل مساوئه. النموذج الخامس : طرف جنوبي آخر مازال يعيش أحقاد تراكمات الماضي نموذج أحداث السبعينيات ويناير 86 م تجد هذا الصنف يحمل روح انتقامية بقلب يملؤه الحقد على كل من يستذكر الدولة الجنوبية مستعد يعمل مع الشيطان من أجل عدم تحقيق عودة الدولة الجنوبية . خلاصة هذه الموضوع يجب ان نؤمن بوجود لاعبين آخرين في الميدان ما يعني أن كل طرف ايدلوجي يصارع لنجاح مشروعه السياسي والشخصي عندما نفهم ذلك نستطيع صناعة قواعد سياسية تمكنا من التعامل مع المتغيرات المحلية و الإقليمية. التوصيات : الحركة الوطنية الجنوبية تملك قاعدة شعبية قوية في الجنوب مع بعض التفاوت بين المناطق واكبر ممثل اليوم هو المجلس الانتقالي الجنوبي بجانب مجالس الحراك الجنوبي. مهمة السياسي اليوم التركيز الأساسي على تقوية القواعد الشعبية وتطوير الخطاب السياسي محليا وخارجيا مع العمل على جذب العناصر الأخرى التي ماتزال في الوسط يجعلهم يؤمنون بالمعتقدات التي نؤمن بها والمصير المشترك. "قوة القاعدة الشعبية تمثل عنصر الحسم الميداني لأي حركة سياسية أو عسكرية". بنفس الوقت تحتاج الحركة الوطنية الجنوبية لعمل بعض المراجعات لضبط سلوك الأفراد وتطهير المؤسسات من القوى الفاسدة والانتهازيين . من مخاطر التراجع الميداني العودة للخمول والحديث عن أمجاد القوة نحن من نكون وماذا أحدثنا ! مايعني ذلك تراجع قوة القاعدة الشعبية ميدانيا دون ان نشعر بذلك احداث شبوة وعدن مانزال نعيش تداعياتها السياسية. يجب أن تقدم الحركة الوطنية الجنوبية اجمل مالديها في الملفات الأمنية والخدماتية ليطمئن المواطن المسحوق. تنامي المشاعر المناطقية بجانب لاستبداد وانتشار الفساد عن طريق استغلال سلطة القوة يعجل مرحلة الاضمحلال السياسي لأي قوة سياسية مع مرور الوقت. نعاني من المشاكل في بعض المحافظات لوجود نشاط أطراف محلية واقليمية تلعب داخل هذه المساحات. مايعني انت لست لاعب وحيد في الميدان لذلك يجب أن يتم تكثيف العمل في المهرة، حضرموت، شبوة وبغير ذلك سيهيمن الاعبين الجدد وتخسر أهم المناطق الجغرافية. الأهم كيف نصل إلى قلوب الناس يكون ذلك عن طريق تكثيف العمل المجتمعي الدؤوب والحوار السياسي وبغير ذلك سنفقد محافظات جنوبية هامة في المرحلة المقبلة لصالح اطراف محلية واقليمية اذا لم نهتم بذلك