مع إستمرار الحرب العبثية التي طال أمدها أزدات الأوضاع في عموم اليمن تدهوراً هذا التدهور انعكس سلباً على حياة المواطن الذي تاه في أغوار المجهول وأصبح يدور في دائرة مفرغة وخالية تماماً من فسحة بسيطة من الأمل التي تجعله يحلم بغدٍ مشرق طال إنتظاره!! ضغوط الحياة أصابت المواطن اليمني بالكثير من الأمراض والعلل فلكل شخص مقدار معين من التحمل والصبر على متغيرات الحياة وعندما ينتهي هذا المقدار فحتماً سينهار ذلكم الشخص ويصيبه المرض لا محالة لذلك ينبغي علينا إن لا نستغرب من الزيادة المطردة في عدد المرضى وما نشاهده من إزدحام المطارات في مصر والاردن والهند بالمرضى اليمنيين خير دليل على صحة كلامي !! كم هو مؤلم ويحز بالنفس عندما نشاهد ونستمع للكثير من القصص والروايات الحزينة التي يندي لها الجبين عن حجم المعانأة التي يعانيها المريض اليمني وبالذات المرضى الذين يتحتم عليهم السفر للخارج بعد أن عجز الطب والأطباء في اليمن عن إيجاد العلاج المناسب لهم داخل الوطن وأستدعت خطورة حالتهم الصحية لتلقي العلاج في الخارج!! تبدأ معانأة المريض من داخل البلد حيث يكون المريض محتار من أين يبدأ بالعلاج فيجد نفسه واقع ما بين مطرقة التكاليف الباهظة في المستشفيات الخاصة التي حولت الطب من مهنة إنسانية نبيلة وشريفة إلى إستثمار غير إنساني وبين سندان المستشفيات الحكومية التي تفتقد غالباً لإبسط الخدمات الطبية!! مايزيد من الحسرة والآلم هو الروتين المُتبع والممل في إجراءات السفر للحالات الصحية الحرجة والتي يستوجب سفرها للخارج على وجه السرعة ،أفلا يكفي ما عاناه المريض من خسائر مالية كبيرة في التنقل والبحث عن العلاج في الداخل ناهيك عن معانأة المريض النفسية خلال بحثه المضني عن من يخفف ألآمه لتأتي الطامة الكبرى عندما يصتدم المريض ببعض الأشخاص عديمي الضمير الذين تمر من خلالهم إجراءات السفر ،إن تلك الأساليب وطريقة عملهم أقل ما يقال عنها إنها معاملات مجردة تماماً من أي قيم للإنسانية والرحمة وبعيدة كل البعد عن الأخلاق وشيم الرجال!! لقد أصبح إستخراج جواز السفر من المعضلات التي يعاني منها المريض المقرر سفره للعلاج في الخارج بسبب الإبتزاز والسمسرة والتلاعب من القائمين على صرفها وسط صمت مطبق من الجهات المعنية ذات العلاقة فلقد تضاعف سعر الجواز الجديد ليصل حالياً إلى مبلغ خيالي، فأي دولة هذه التي لم تقدم للمواطن أي رعاية سواءاً كان المواطن في كامل صحته إو حتى وهو مريض ومضطر إلى السفر للعلاج و على حسابه الخاص!! لن أناشد حكومة الفنادق خمسة نجوم ففاقد الشيء لا يعطية والحكومة فعلاً ليس لديها ما تقدمه للوطن والمواطن وبقائها فقط للإرتزاق من ظهر المواطن الغلبان فالأيادي التي لم تصون الوطن من الخراب يستحيل أن تبنيه مجدداً أو تمتلك ولو مثقال ذرة من الرحمة وتخفيف من ألم المريض !! لم ينتهي مسلسل المعانأة عند هذا الحد فالقادم أصعب وآمر عند البحث عن تذكرة السفر ومن ثم تأكيد الحجز حيث يتم إستغلال وإبتزاز المرضى بأبشع وأقبح صورة فبعض المرضى من قضى نحبه وهو يبحث عن مقعد شاغر في أي طائرة مغادرة ومنهم من وافاه الآجل وهو يصارع المرض وسكرات الموت داخل الطائرة الرابضة بمدرج المطار والتي تنتظر أن يأتيها أمر الإقلاع من التحالف العربي!! إلى متى سيظل المرضى يعانون الآمرين من هذا الوضع الماسآوي الصعب والمتعمد مع سبق الأصرار ، فسحقاً لكم يامن تتلذذون بمعانأة المرضى من خلال تأخير معاملاتهم وتبٍ لكم يامن تأكلون المال الحرام أنتم وأولادكم، ووالله ثم والله إن تلك الأرواح البريئة التي أزهقت بسبب إهمالكم وتقاعسكم وأساليبكم القذرة والرخيصة ستظل معلقة في رقابكم إلى يوم الدين!!