صباح يوم الجمعة خرجت اشتري اغراض للبيت، منها طبعاً خضار و حبة دجاج. المهم و انا واقف عند راعي الخضار قريب من كلية الاداب خورمكسر منتظر من صاحب الخضار إعداد الطلبية ،إذا بشاب يقبل علينا و يطلب كيلو بطاط و نصف كيلو طماط. كان مستعجل و يتحدث بمرح في حوالي الخامسة و العشرون من عمرة، مهندم اللباس و انيق في مظهره و قصة شعرة. قلت له : انتظر شوي و انت بعدي بالطلبية. قال : طيب ما عليه باننتظر شوي مع اننا مستعجل و فجأة اخرج كيس نايلون من جيبه و دعك بيده ( شمه) و اراد وضعها في فمة فامسكت بيده و قلت له : يا راجل، هذه العاده لا تتناسب مع سنك و مظهرك. اجاب: ليه قلت الشمة عادة يستخدمها الشيوبة و ليست صحية. قال : اولاً هي ليست شمه ( ذكر لي اسم لا اتذكره و الله)، ثانياً نحن و الشيوبة سوا سوا لا مهره و لا وظيفة. قلت له : هل تعمل؟ اجاب : خريج اداب بكلاريوس صحافة و اعمل عند احد بائعي الكيك بالاجر اليومي. قلت : هل انت متزوج؟ قال : نعم متزوج. قلت : طيب و انت عامل هذه الشمه في فمك، كيف تقبّل زوجتك؟ نظر نحوي و كأنه لم يفهم سؤالي. قلت : يا ابني ،كيف ( تبوس) زوجتك و انت معمر هذه الشمه؟ ضحك و لم يجب. سالته : منذو متى و انت و الشمه رفاق؟ اجاب، من يوم تم توظيف احد زملائي الغير ناجح حتى في الإملاء بوظيفة كباري و انا و الاخرين مرمين بالشوارع. نزع يده من يدي و حاول تناول الشمه لكننا امسكت به و قلت : هل ترى من الحكمة ان تكون غير موظف و مدمن شمه!! رمى الشمه من يده و قال : و الله اليوم اول مره يشاهدنا والدي و انا معي الشمه و قال لي نفس الكلمات التي قلتها لي. ثم اضاف، لن اقربها بعد اليوم و رمى بالكيس الذي في جيبه و عانقنا و قبلنا في جبيني و قال : شكرا لك يا عمي فقد نبهتنا لكلمات والدي و اشعرتنا بخطأ قراري و اوعدك لن اقرب الشمه ما حييت. يا حكومة الويل و الدبور لقد اضعتي شبابنا و ادخلتيهم في دهاليز مظلمة بسبب سياستك العفنه في المحاباة بكل شيء.