كلمة "عدن الغد" يعتبر نيل الناشطة الحقوقية البارزة "توكل كرمان" لجائزة نوبل للسلام الحدث الأبرز على المستوى اليمني طوال عقود طويلة فيما يخص ماحققه اليمن على صعيد مستوى حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات ومناصرة المظلومين ، حيث ان منح كرمان هذه الجائزة يعطيها حضور دولي كبير على كافة المستويات السياسية والحقوقية والإنسانية .
لايختلف اثنان على ان "توكل كرمان" كانت من أوائل الذين خرجوا إلى ساحات الاحتجاج في اليمن معلنة رفضها للظلم والاضطهاد بكافة أشكاله وخلال السنوات الماضية سطرت المرأة سجلا حافلا من الانتصار للمظلومين والمقهورين على طول اليمن شماله وجنوبه وغربه .
كانت "توكل كرمان " منذ سنوات أول الأصوات التي أعلنت تضامنها مع صحيفة "الأيام" وناشريها تجاه جريمة القهر والظلم والقتل التي مارستها آلة نظام الرئيس اليمني صالح تجاه اكبر صحف اليمن وأوسعها انتشاراً وفي ذلك سجلت المرأة الكثير من المواقف المشرفة ومنذ ذلك الاعتصام الاحتجاجي الذي دأبت كرمان خلال سنوات ماضية على تنفيذه كل ثلاثاء لمناصرة كل المقهورين في اليمن وبين الفئات المقهورة المظلومة "صحيفة الأيام" وناشريها هشام وتمام باشراحيل .
منذ الرابع من مايو 2009 وحتى اليوم لاتزال صحيفة "الأيام" مغلقة بعد ان تعرض مقرها للقصف بالأسلحة المتوسطة والهجوم المسلح الذي نفذته الحكومة اليمنية ضدها ومنذ ذلك اليوم عاشت أسرتها الكريمة محنة لاتزال فصولها تتوالى يوما وراء يوم فمن الهجوم المسلح إلى محاولات الاغتيال لأفراد الأسرة الوطنية "باشراحيل" إلى تنصيب المحاكمات الباطلة لهم التي لايقرها عقل ولاشرع ولا قانون .
تمثل واقعة إغلاق "صحيفة الأيام" والاعتداء بالقتل على منتسبيها أبشع جرائم انتهاكات حقوق الإنسان التي مارسها نظام الرئيس اليمني صالح في مواجهة وسائل الإعلام الحرة والمنابر الصادقة لذا فإننا نؤمن بإن رفع الظلم عن "صحيفة الأيام" ووقف الأذى الذي يطال ناشريها هو البوابة الأولى لحل الكثير من مشاكل اليمن والجنوب على وجه الخصوص كون ان "صحيفة الأيام" موقفا وقضية وتوجهاً تتجلى فيها أعظم حالات الظلم التي نالت الجنوبيين من قبل نظام الرئيس صالح وبعودة "صحيفة الأيام" سيحس أبناء الجنوب بإن الأمور تمضي في نصابها الصحيح لذا فان رفع الظلم عن "صحيفة الأيام" هو أولى الخطوات الصحيحة في طريق تطييب جراح هذا الوطن .
مثل كل مقهوري اليمن ومعذبيه كان إعلان فوز "توكل كرمان" بجائزة نوبل للسلام بمثابة نصر كبير للكثير من المعذبين في الجنوب الذين وجدوا في توكل كرمان النصير الأول لهم في الكثير من قضاياهم وأول هذه القضايا "قضية الجنوب" التي كانت كرمان أول من انتصر لها بوصفها قضية عادلة ومنصفة .
يأمل الكثير من محبي صحيفة "الأيام" ومناصريها في كافة بقاع اليمن اليوم من السيدة "توكل كرمان" ان تواصل تضامنها مع صحيفة "الأيام" والعمل على دفع قضية الانتهاك الذي تعرضت له الصحيفة وأسرة الناشران "هشام وتمام باشراحيل" إلى كافة المنظمات العالمية وبما يكفل رفع الظلم عن أسرة الباشراحيل ويرفع الحصار الظالم المفروض على "الأيام" .
كما لاينسى محبو السيدة "كرمان" تذكيرها بأعظم قصة الم سجين معذب مارس ضده نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كل صنوف الذل والامتهان والظلم وهو السيد "حسن باعوم" القيادي الأبرز في الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك الجنوبي" الذي يمر على اعتقاله دونما ذنب ارتكبه 9 أشهر في واقعة اعتقال هي الأسوأ في تاريخ اليمن .. مبارك من القلب لتوكل كرمان هذه الجائزة ودامت مثلما عهدناها نصيراً لكل مظلوم في كافة أرجاء اليمن .