الداخل إلى مخيم خَرِز للاجئين الصومال بمديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج ، كالداخل إلى قطعة جهنم ، فحجم المعاناة التي يعيشها اللاجئون جسيمة و مؤلمة. هربوا من ويلات الحرب و الدمار ليسقطوا فريسة سهلة للمنظمات الدوليّة و الجمعيات الخيريّة المحليّة التي تتاجر بقضيتهم وحقوقهم وتذقيهم الذل والمهانة والألم أضعاف. المستجيرُ بعمرٍو عند كربتهِ** كالمستجيرُ من الرمضاءِ بالنارِ. تجارة بشريّة من نوع آخر و بطابع قد يبدو للبسطاء شرعي لكنه غير ذلك لمن يفهم أسلوب المتاجرة بقضايا البشر الذي تمرست عليه بعض تلك المنظمات و الجمعيات ، لا لشيء سوى لكسب المال و إثراء الحسابات البنكية ، بعيدا كل البعد عن الانسانية و إزالة الضرر والمرض والعجز وجلب المعافاة الكاملة في النفس و العقل و الروح والإقتصاد وتحسين معيشة اللاجئين وفق ما تقره و تؤكده المواثيق الدوليّة التي تنص على حقوق اللاجئين في الصحة ، والغذاء، والتعليم. منظمة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ( UNHCR) المسؤولة عن إدارة مخيم خرز منذ أن تم إنشاؤه لا زالت تقدم خدماتها مباشرة وفق برامجها ، أو عبر منظماتٍ أخرى غيرَ مستفيدة ، أو عبر جمعيات محليّة كجمعية الإصلاح الخيرية (CSSW) التي تدير الخدمة الصحيّة في المٔخيّم عبر مركزها (اللاصحي) الذي بدلا من أن يضاعف الصحة والعافية للاجئ و للمواطن ، يضاعف معاناتهم أكثر و أكثر ، كله بسبب سوء إدارتها لهذا المركز الحيوي الذي لا تقتصر منفعته وأهميته على لاجئي الصومال فحسب ، و إنما أيضا للمواطن اليمني البسيط.
فسياستها في إدارة مشروعها لا ترتكز على مبدأ تقديم الخدمة الصحيّة كعمل إنساني يجسد اخلاقيات ما تتبناه المُنظمة الداعمة للمشروع ، وإنما على أساس المصلحة التي تحفظ للجمعية البقاء مدة أطول في إدارة مشروعها لغرض الربح المالي و الفائدة الخاصة لا يهمها مدى قيمة وسلامة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى. حيث تدير مشروعها بطاقم مبني على الولاءات الحزبيّة و القبيلة و المناطقية و فرض الأمر الواقع بالتهديد و الإرهاب ، ضاربة بالمعايير و الشروط المهنية التي تفرضها منظمة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ( UNHCR) عرض الحائط ، غير آبهة بمترتبات تلك السياسة التي تضر المجتمع وتضر مهنية المنظمة الدولية.
هذه الجمعية الآتية من خلفية حزبية لا تؤمن بالمصلحة العامة ولا بالقوانين و لا بالمعايير المهنية والأخلاقية فتجدها تكيّف كل الظروف و العوارض في سبيل بقاءها و تنفيذ أهدافها الآنية الضيقة التي تزيدها عمرا في العبث و الفساد.
إلى متى تبقى جمعية الإصلاح العبثية في إدارة المركز الصحي للاجئين الصومال بهذه السياسة البرجماتية المقيتة ، و تستمر في تشويه داعميها منذ عقود بلا حسيب أو رقيب!