تتزايد الأخبار وتزدحم في مواقع التواصل الإجتماعي بما يحدث في لبنان. وأعتقد أنها المرة الأولى التي نشاهد فيها هكذا تغطية اعلامية مصحوبة بذلك الكم الهائل من الصور والفيديوهات للمظاهرات ، هذا الإهتمام والمتابعة عن كثب ليس الهدف منها الخوف والجزع على لبنان في أن يصيبها ما أصاب أخوتها من العرب في الدول التي صدقت الأكذوبة الكبرى المسماه ثورات الربيع العربي ، قد يكون هذا الإهتمام بسبب وجود الكثير من الحسناوات في تلك المظاهرات والله أعلم ..!! أن الشعب اللبناني في أشد الحاجة إلى الدعوات الصادقة في أن يجنبه الله أذية المؤذيين ومكر الأشرار الذين يسعون وبكل الطرق ليحل الدمار في بعض الدول العربية ، لذلك علينا جميعاً أن ندعو الله تبارك وتعالى بأن يلطف ويستر على الشعب في لبنان فأنهم لا يعلمون ما يخبأ لهم الزمن من غدر الأشقاء..!! مما لا شك فيه إن الحياة المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن في لبنان قد تكون لا تحتمل فالظلم والفساد وغيرها الكثير من السلبيات التي يعانيها المواطن اللبناني كانت نتيجة حتمية للسياسات الفاشلة والخاطئة لكل الحكومات المتعاقبة التي حكمت لبنان وهذا الواقع للآسف الشديد ما تعانية جميع الدول العربية دون إستثناء ، ولكن هل من الضرورة على المواطن في لبنان اللجوء والإنجرار بغير وعي من خلال النزول إلى الشارع في المظاهرات التي من شأنها إدخال لبنان في الفوضى وزعزعة الأمن الأستقرار ..!! إن الوقت الحالي غير مناسب البتة للمطالبة بإسقاط النظام حيث يجب على العقلاء في لبنان وكل من يقودون المظاهرات عليهم أولاً وقبل كل شيء أخذ العبرة والإستفادة من الدروس في كل ما حصل بالدول العربية حينما خرجت شعوبها للتظاهر وإسقاط النظام في بلدانها بحثاً عن التغيير للأفضل وكيف أصبح حالها الآن ، لقد كانت الشعوب العربية التي خرجت للشوارع في قمة الغباء والسذاجة عندما سارت بغير هُدى خلف الوهم والسراب المُسمى ثورات الربيع العربي الذي أتضح لنا جميعاً بعد خراب مالطا أنها كانت بمثابة ثورات للخراب العربي ، قد يقول البعض أن خروج تلك المظاهرات في لبنان كانت بشكل عفوي وليست مظاهرات مسيسه وهذا صحيح ولكنه أيضاً كلام ليس بجديد فالشعوب العربية التي خربت أوطانها هي كذلك خرجت في البداية بمظاهرات عفوية ولكن سرعان ما أستغلها البعض وركبوا الموجة لمصالح شخصية أو حزبية لنجد فجأة أن المتطفلين قد صعدوا فوق جماجم الأبرياء بحثاً عن السلطة!! كل ما أخشاه هو تكرار السيناريو المخيف والمتمثل بدخول دول عربية على الخط في مظاهرات لبنان والذي معناه الويل والثبور.. الخراب والدمار للبنان والعياذ بالله!! لا أعرف أمٌةً غير العرب تكفٌلت بتحقيق أمنيات أعدائها وخاضت الحروب نيابةً عنهم وأعادت أوطانها أكثر من نصف قرن إلى الوراء بل ومازالت تُمول خرابها وتقتل وتذبح أبنائها بخنجرها كي ينعم عدوًها بالأمان!! إن كل ما يحدث بالعالم العربي من كوارث وأزمات تنبع من أصل واحد..وهو أزمة الضمير لدى الحكام العرب وزبانيتهم من رجال السياسة إضافة إلى تأمر بعض الإنظمة العربية ضد أشقائهم والذي يأتي ضمن مخطط خبيث يُسمى الشرق الأوسط الجديد!!