رصد / الخضر عبدالله : ما زال أولياء امور الطلاب والطالبات يتكبدون عناء البحث عن الكتاب المدرسي وان وجدوه فهو بسعر يقارب 700 ريال للكتاب الواحد ما ساعد ذلك على تمدد السوق السوداء وانتعاشها، في ظل عجز في مواجهة هذه الظاهرة، الأمر الذي وصفه تربويون بأنه "مخيب للآمال". ويرفض باعة الكتاب المدرسي الإفصاح عن الجهات التي تزودهم بالكتب، في حين لا تتوفر لدى وزارة التربية إلا بعض كتب المناهج المدرسية . كتب قديمة لا تنفع للدراسة : يقول أمين مستودع الكتب في أحد المدارس:"كلما طالبنا بتوفير الكتب للطلاب يقولون أنه لا توجد سيوله ولا مواد عشان الطباعة، والكتب المتواجدة عندنا جميعها طبعة قديمة وأصبحت لا تنفع للدراسة فقد تداولها أكثر من جيل . مشكلة نقص الكتب منذ سنين : ويؤكد أحد المعلمين أن مشكلة شحة الكتب ليست وليدة اليوم بل منذ سنين، ويردف: " حتى أن الكثير من أولياء الأمور يضطرون لشراء الكتاب المدرسي من السوق بحكم أن السوق أصبح أكثر قدرة من إدارة التربية في توفير الكتب المدرسية وبأحدث النسخ، ونحن بدورنا نوزع الكتب الموجودة في المستودعات المدرسية والمستخدمة في العام السابق للمرحلة السابقة، في حين يكون الكتاب قد تآكل وهلك وتمزق من طيلة استخدامه . ويقول معلم آخر:" فيما مضى كانت توصل بشكل شبه سنوي نسخ جديدة للمستودعات وبكميات ضئيلة جدآ جدآ من بعض الكتب وبعض المراحل لا تغطي احتياجات شعبة واحدة، و فوق ذلك لا يسلم المعلم من تعب اختلاف الصفح وأرقام التمارين والتدريبات بين الكتاب القديم الموزع لأغلبية التلاميذ والنسخة الجديدة الموزعة والمشتراه من الأسواق. ويردف :" فحين يطلب المعلم من التلاميذ كتابة تمرين معين كواجب منزلي من الكتاب يتفاجئ في اليوم التالي عند مراجعة التمارين باختلاف التمرين في دفتر تلميذ عن التمرين في دفتر زميله، والأكثر من ذلك حين تختلف أرقام الصفح ويكتب احد التلاميذ تمارين درس آخر وما يحلها أو يأتي دون كتابة واجب بعذر أن الصفحة الفلانية تحتوي على درس وليست تمارين، أو تمارين درس لم يأخذه بعد . نعاني نقص في الكتاب المدرسي وعن عدم توفر الكتب المدرسية رغم مرور الشهرين منذ انطلاق الحصص الدراسية، يرد ، وكيل مدرسة بمحافظة أبين ، ل" عدن الغد ": "نحن لم نحصل على الكتب لا من وزارة التربية والتعليم ولا أرجع طلاب المراحل السابقة كتبهم إلى المدارس بعدما فرغوا منها خاصة وأنها سلمت لهم مجانًا". من المسئول ؟! يقول أحد أولياء الأمور:" الواجب توفير نسخ حديثة سنويآ لكل التلاميذ ولا يطلب منهم إعادته نهاية السنة، نحن نضطر لشراء الكتب من الأسواق لأبنائنا لأن الأمر أحيانا يصل إلى أن يتقاسم طالبان كتاب واحد ويتداولونه . وتوجه ولي أمر أحدى الطالبات سؤال مهم:" أين تذهب مخصصات المدارس من الكتب سنويآ ؟؟ . ويرد عليه سؤال آخر: كيف تصل الكتب للأسواق وبكميات هائلة وبأحدث النسخ، فيما تعاني المدارس من شحة الكتب، ومن المسئول عن ذلك؟؟ معاناة ليس لها حل : فيما شكى عدد من الطلاب من مشاكل عدة تتعلق بالكتاب المدرسي، ابتداءً من أن الكتاب أصبح قديما وأغلب أوراقه غير موجودة، وانتهاءً بطلب المدرسات منهن بالذهاب إلى المستودع والبحث عن الكتب بأنفسهن، فيما يكون المستودع غير منظم تتراكم كتب هناك وأخرى هناك، وترى كتبً أخرى مرمية على الأرض، وساعات طويلة يقضينها في البحث عن الكتاب المطلوب وإن وجد الكتاب، وبرغم تآكله وضياع معظم أوراقه تتقاسمه أكثر من طالبة، فهل يعقل ذلك؟!! استغلال تجار السوق السوداء : يقول محمود مانعي ، أب لأربعة طلاب، ل"عدن الغد" إنه اشترى أغلب الكتب المدرسية من السوق السوداء وتحديدًا من أرصفة شوارع مدينة عدن ، وإن سعر الكتاب الواحد بلغ خمسمائة ريال غير أن حاجة أولاده للكتب خاصة العلمية منها اضطرته إلى شرائها". ويؤكد رأفت أنه "على استعداد لشراء المزيد من الكتب إذا احتاج أولاده لها دون الاهتمام بسعرها". أما صالح عبيد فوضعيته تختلف عن بقية الناس فوضعه المعيشي لا يسمح له بشراء الكتب المدرسية لأبنائه الثلاثة الملتحقين بإحدى المدارس في عدن. يعمل عبيد بأجر يومي زهيد ودون راتب مستقر كما أن ما يتحصل عليه لا يكاد يفي بمتطلبات الحياة الأساسية كإيجار المنزل والأكل. يوضح صالح عبيد : "لا أستطيع توفير لقمة العيش الكافية لعائلتي فكيف سأشتري كتبًا من السوق السوداء بسعر مرتفع؟ على أبنائي أن يعولوا على أنفسهم وأن يسجلوا كل المعلومات من الأساتذة كما يمكن أن يستعيروا من أصدقائهم بعض الكتب المهمة لبضعة أيام وينقلوا منها ما يؤهلهم للنجاح .. ويضيف عبيد : "نأمل أن تتحسن الأوضاع وتستمر الدراسة , ويستطيع أولادي استلام كتبهم مجانًا من مدارسهم ". --------------------------------------------------- بكسات / "شكا عدد من الطلاب من مشاكل تتعلق بالكتاب المدرسي، ابتداءً من أن الكتاب أصبح قديما وأغلب أوراقه غير موجودة" " أولياء الأمور اشتروا أغلب الكتب المدرسية من السوق السوداء وتحديدًا من أرصفة شوارع "