من يخشى الغرق لا يركب البحر ومن لا يملك جينات القيادة لا يستطيع الإبحار نحو شواطئ الأمان ومن يفقد الإرادة والعزيمة لا يصل إلى الضفة الآخرى بسلام . للقيادة ناسها وللسفينة ربانها، ولشركة النفط في العاصمة عدن مدير ماهر بارع متقن فنون الادارة والقيادة وشارب ابجديات وأسس وقواعد الإبحار نحو المرسى والميناء. إنتصار عبدالله العراشة ، ماجستير حقوق قانون عام تقلدت مناصب عديدة وتدرجت حتى وصلت إلى مدير شركة النفط اليمنية فرع عدن . لم يكن طريق الأستاذة إنتصار العراشة مفروشاً بالورود وبروائح الياسمين والفل وعبير الزهور نحو الوصول إلى كرسي مدير شركة النفط بعدن. حيث شغلت الأستاذة إنتصار العراشة نائب مدير عام شركة النفط اليمنية للشؤون المالية والإدارية - مدير ادارة الشؤون القانونية بشركة النفط - نائب مدير عام الموارد البشرية ومدير عام الموارد البشرية خبرة 25 سنة في مجال النفط مشهود لها بالكفاءة تدرجت في العديد من المناصب الإدارية والقانونية. عصفت بالشركة "النفط" فرع عدن ازمات وأحداث ومعطيات ومفترقات وانكسارات وظروف اقل مايقال عنها بالكارثية في حقبة كانت بمثابة الإنهيار والسقوط لأكبر صرح لشركة سيادية اقتصادية ترفد البلاد والاقتصاد الوطني بالمليارات من العملة المحلية والأجنبية. بعد تقلبات وشد وجذب ومد وجزر ورياح وعواصف سياسية واقتصادية هزت اركان وقواعد واروقة ودهاليز شركة النفط اليمنية فرع عدن. بعد كل ذلك كان لإبد من تدخل جراحي سياسي من راس هرم البلاد والدولة وبعد تشاورات ومباحثات من أجل الوصول إلى جراح ماهر يداوي جراح شركة النفط اليمنية فرع عدن . إصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قراراً في مارس 2018م يقضي بتعيين الأستاذة / إنتصار عبدالله العراشة مدير شركة النفط اليمنية فرع عدن. تولت الأستاذة إنتصار العراشة المسؤولية وجلست على كرسي النفط في توقيت حرج ومرحلة غاية في الصعوبة تولت العراشة إدارة شركة النفط في ظل وضع متأزم بسبب عوامل وظروف كان من اهمها انعدام المشتقات النفطية في السوق المحلية وتوقف محطات الشركة عن العمل لفترة تجاوزت السبعة اشهر. فكانت المرأة الحديدية التي خاضت التحدي، ودخلت غمار السباق مع الأحداث والظروف والمتغيرات والمعطيات والمتقلبات السياسية والعسكرية التي تتغيير بين الحين والاخر في لمح البصر. دخلت العراشة مضمار السباق وجعلت من الشركة خلية نحل وكونت في قيادتها فريق عمل لا يعرف الخضوع او الخنوع او السقوط او الانكسار . وفي فترة زمنية قصيرة استطاعت العراشة وفريق عملها توفير المشتقات النفطية في السوق المحلية وتثبتت اسعاره وتشغيل محطات الشركة وإعادة الخدمة والعمل وبوتيرة عالية، فقد بذلت جهوداً كبيرة من قبل العراشة وفريق العمل المرافق لها بروح الفريق الواحد الموحد وفي فترة زمنية ليست طويلة تم الوصول إلى استقرار تمويني للمشتقات النفطية وتوفيرها في السوق. وقد لمس المواطنون هذا الاستقرار من خلال تشغيل كافة محطات الشركة وتوحيد السعر في المحافظة والمحافظات المجاورة. وكانت إنتصار العراشة بمثابة قارب النجاة للشركة من الانهيار والسقوط وطوق الخلاص للمواطنين من فساد وعبث المراهقين . وبذلك تكون إنتصار العراشة أول امرأة تكسر حاجز القيادة وتصل إلى دفة سفينة شركة النفط بعدن وتبحر بالسفينة إلى بر الأمان وشواطئ النجاة . العراشة.. المرأة الحديدية التي لا تنكسر رغم فاجعة الألم ووجع الرحيل . هي امتحانات وابتلاءات ومحن ومصائب ومواجع تصيب فمن منا يسقط ولا يقوم ومنا من ينكسر ولا يجبر وفينا من ينهار ولا يستطيع النهوض مجدداً على قدميه . إنتصار العراشة مدير شركة النفط اليمنية فرع عدن قدر الله عليها أن تفقد ابنها الوحيد ويخطفه الموت في ليلة وضحاها، وفي لمح البصر يقطف ابنها الوحيد في عمر الزهور بمرض الم به وعلى أثره فارق الحياة في تاريخ 7 أكتوبر في يوم الإثنين 2019 م رحل قلب ونبض العراشة " ابنها" وتوقع الجميع وذلك شيء طبيعي وبالخص لو كانت " أم " وابنها الوحيد فالمصيبة عظيمة وكبيرة. لأن الام كانت "العراشة " المرأة التى سجلها التاريخ في سطورة وفي صفحاته بالمرأة الاستثنائية والحديدية دون منازع او أدنى شك يذكر . طوت العراشة اوجاعها وتحملت الآلام وضمدت جراحها وفضلت مصالح الناس وخدماتهم على الم الرحيل ووجع الام لفقدان ابنها الوحيد. فقطعت الإجازة عندما علمت بحاجه الناس إليها رغم كل ما هي فيه من انين واهات ووجع والم . وعادت إلى عملها في العشرين من أكتوبر 2019 م اي لم تمض وتقض من اجازتها حتى الاسبوعين. فكان مصالح الناس وخدماتهم ارفع واسماء من وجع الام "العراشة" . وكانت إنتصار العراشة بمثابة المرأة الحديدية التي لا تنكسر رغم فاجعة الألم ووجع الرحيل .