نحن بحاجة الى محاربة اخطائنا ونقاط ضعفنا كما اننا بحاجه الى الاعتراف بالتفكير المغاير وغير المألوف والاعتراف بالآخر ويجب ان يشكل التنوع والاختلاف طاقه للتطور لا سلاح للتناحر والصراع ويجب أن نصنع استراتيجيات بعيدة المدى للتخلص من أزماتنا ومشاكلنا لتغيير حياة الانسان الى الافضل فنحن نستحق حياة أفضل في وطننا وأن نستوعب حاضرنا وتحدياته وان لا نقيد حرية الفكر والإبداع في مجتمعاتنا ونتيح الفرصة للمبدعين والكفاءات ان تاخذ موقعها وتطرح الحلول لازمتنا وان لايعود بنا الحوار الى مأسي الامس ويكفينا دروسا لم نتعلم منها بل ينطلق بنا الى افاق اخرى ظلت احلاما في اذهان رواد التنوير والتحديث ولم تتحقق في أوطاننا للاسف الشديد. يجب أن نستوعب المتغيرات التي تتسارع من حولنا والتي جعلت هذا العالم قرية كونية صغيرة تتداول فيها الآراء والآراء المغايرة وساحة للراي والراي الاخر ويجب ان نعترف بان الحرية والإبداع والتنوع والاعتماد على انفسنا ومحاربه مكامن قصور ادائنا ونقاط ضعفنا ضمانات أساسية لتطور بلادنا وخروجها من شرنقة التخلف والجهل ومن دوامة الصراعات التي وضعتنا في دوامة من الأزمات مع أنفسنا ومع الغير. يجب أن نعترف بالدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الفكر الحر في النهوض بمجتمعاتنا من أزماتها الفتاكة ولو عرف حكامنا العرب أهمية حرية الفكر في بناء البلاد لكان لوطننا العربي شأن كبير في المساهمة الحضارية مع البلدان الأخرى والذي فوت فيه العرب فرصا كثيرة في المشاركة الفاعلة في التقدم التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر إذ كما يقول العالم العربي فاروق الباز أنه فاتنا عصر الصناعة ولم نشارك في الثورة الصناعية وفاتنا عصر الذرة الذي شاركت فيه امم لاتزيد عنا علما وخبره وفاتنا عصر الفضاء وبقينا مبهورين بما يفعله الغير في المجال العلمي وفي مناخ يقل الاجتهاد العلمي والتكنولوجي فيه ويندر التميز والابداع تبخرت آمال وحدتنا العربية والتكامل الاقتصادي واصبحنا فريسة للخوف من المجهول وما تحمله الايام إن الإيمان بالتغيير المبادرة بالتجديد تتطلب حسا عاليا من المسؤولية والشجاعة الادبية فالواقع الجديد يقتضي نبذ التعصب والاعتراف بالاخر و أساليب حضارية في الحوار وتبادل الاراء.يقول المفكر العربي التويجري( انك لا تلغي الآخر حين تحاوره بلغه الاستكبار ولاتحرمه من الوجود حين ترفع صوتك في وجهه بقدر ما تعبر عن ضيق افق ومحدودية إدراكك حين تظن أن فكرك وحده ينبغي أن يسود العالم ويخضعه مفاهيمه الخاصة)ان مانحتاجه فعلا ايضا في الأخير هو انه يجب ان يطغى صوت العقل على أصوات المزايدات و العواطف وردود الأفعال المتسرعة والأصوات التي تعبر عن مصالح ذاتية تافهة وإذا لم يتم ذلك فإننا لن نسمع سوى أصوات الرصاص والمدافع وصيحات الجرحى والأرامل واليتامى