اعدت بشريط ذاكرتي قليلا إلى الوراء وتحديدا لمنتصف العام 2016م حينها كنت قد كتبت مقالا نشرته بعدد من المواقع الالكترونية كعدن الغد وتناولته جميع منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك, واتساب , تويتر " وكان بعنوان "سيبقى الوضع على ما هو عليه" حينها ظهر فريقان لتحليل ما نشرته...الفريق الأول المتفائل ووجه نقدا بحجة أن الوضع سيصلح خصوصا بعد خروج واندحار الحوثيين من المدن , والفريق الآخر وكان واقعيا وتوقع كما توقعت أن الوضع لن يصلح في العاصمة عدن وكل المحافظات المحررة. واليوم وبعد ثلاث سنوات ونصف عاد المتفائلون الذين قالوا حينها أن الوضع سيصلح وقالوا لي : لقد كنت محقا في تنبؤاتك بأن الوضع سيظل سيئا على ما كان عليه ونحن لم نصب...بالمناسبة التاريخ يعيد نفسه ..اليوم وبعد اكثر من اربع سنوات من تحرير عدن الوضع مازال " عكاره " ولا يجد المواطن بصيص من الأمل لإصلاحه.. انقسامات وانشقاقات من اعلى الهرم السياسي والعسكري والأمني وحتى ادناه والذي بدوره انعكس سلبيا على حياة المواطنين الذين أنهكتهم الحرب وصراع اخطبوطات الفساد ومسؤولي السلطات المحلية والأمنية والعسكرية التي حولت المناطق المحررة إلى ساحة صراع وسلب ونهب على حساب المستوى المعيشي للناس البسطاء الذين اصبحوا ضعفاء لاحول لهم ولا قوة في مواجهة تلك "الحيوانات البشرية" التي قضت على الأخضر واليابس وحولت حياة المواطنين الى شقاء وجحيم بما تسببت به من انعدام للخدمات الضرورية التي تمثل عصب الحياة كالكهرباء والمياه والصحة والتي يذهب ضحيتها الإنسان وهو اغلى رأسمال في الوجود.
خمس سنوات حرب ودمار وشفط للمعونات الغذائية والإنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان مقابل ثراء فاحش للوزراء والمحافظين ووكلائهم ومدراء العموم والقيادات العسكرية والامنية وذلك في ظل صمت من قبل التحالف العربي...خمس سنوات من تحرير عدنوالمحافظات الجنوبية ولم يلمس المواطن أي تحسن يذكر في الخدمات الضرورية ولم تكن هناك سوى مشاريع ترقيعية في مجال الكهرباء "مولدات 50 ميجا – 100 ميجا " في الوقت الذي كان يفترض أن يتم تنفيذ مشاريع استراتيجية وحيوية كمشروع شبكة كهرباء تغطي العاصمة عدن وكل المحافظات الجنوبية المحررة المحاذية للعاصمة عدن بدلا من تبديد المليارات من العملات الصعبة كالدولار والريال السعودي في مجالات لاتسمن ولا تغني من جوع.
نأمل من الأشقاء في المملكة العربية السعودية ومركز الملك سلمان خصوصا بعد تسلمهم ملف ادارة المناطق المحررة وفي مقدمتها العاصمة عدن بعد خروج الإمارات العربية المتحدة من المشهد وتسليمها للسعودية " ادارة العاصمة عدنوالمحافظات المحررة " ان يضعوا نصب أعينهم الخدمات من كهرباء ومياه وصحة واتصالات لبناء مشاريع استراتيجية واعادة هيكلتها للمؤسستين الأمنية والعسكرية على أسس صحيحة بما يخدم مصلحة المواطن والتحالف العربي ويحقق الأهداف المنشودة في عدن والمناطق المحررة.
ولا ننسى التذكير بأن الفترة الاخيرة قد شهدت توافدا للقيادات في السلطة المحلية من وكلاء ومدراء عموم إلى أعمالهم وبقوة في ظل الصمت الشعبي بعد ان اصبح المواطن ضعيف لا يستطيع وقف عبث هذه القيادات الصنمية القديمة والتي عاشت فسادا في العاصمة عدن وهنا يجب على التحالف العربي وضع حد وفرملة لتلك القيادات الهشة الفاشلة ومنعها من ممارسة أعمالها بعد أن أصبحت غير مقبولة ولا تستطيع القيام بواجباتها وهذا المطلب لابد أن يكون في مهام القوات السعودية التي ستقوم بحماية المرافق العامة للدولة والمؤسسات في العاصمة عدن في الوقت الراهن.