كنتُ أحضر مقابله تلفزيونيه للأستاذ عبدالباري عطوان؛يحكي فيها عن قصة كتابه الذي أصدره مؤخرا "وطنٌ من كلمات"،بدأ المذيع حديثه منوها بأن هذه الحلقه لنْ تكون سياسية ؛وأنه لنْ يتطرّق للسّياسة بأي شكلِ من الأشكَال، وأنها سَتكون حلقة مُكرّسه للحديث عن قصة الكتَاب؛لكنه لم يستطع الصمود طويلا؛وسرعان ما:"أن الامر عندما يتعلقُ بإسرائيل فإنني أتخلّى عن مهنيتي وحتى عن إنسانيتي ،قولواعني ماتشاءو واحكوا عني ماتشاءو لكنني لن أنْسى أن إسرائيل شرّدتني وأبي وأمّي وقتلت مئات الالاف من أبناء شَعبي؛وأضاف لن أنسى ذلك اليوم عندما كنت طفلا في السادسه لن أنساهم وهم يهينون ويضربون أبي؛"أبي الذي كنت انضر له بعين البطوله والكبرياء؛وصرخ مستائلاً :"هل تدري ماذا يعني أن يتم ضرب أبيك امام عينيك"؟! الشّاهد من كلمات الاستا عبدالباري هو "أن الانسان لايمكنه أن يكون مُحايدا في كل المواقف، فهُناك مواقف تحدث في الطفوله؛ويَستحيلُ العُمر أن يُمحيها ،بَعد أن عَجزت الذّاكره عن فعل ذلك " هناك مئات القصص التي تشبه قصة الاستاذ عبدالباري ؛ففي حرب صيف 94 حدثت أشياء يستحيل العقل أن يُصدقها؛هؤلاء الذين غرتهم الدنيا فتغطرسوا وتكبروا،لم يملكوا حينها سوى الطمع؛فالأنسانيه قد غادرتهم مُذ أن حطّوا أياديهم على الزّناد.
كل ما أريد قوله أنني لن أنسى كُل جبّار مُتغطرس؛لن أنسى ذلك الشيخ العنجهي الذي زرع أرضي ألغاماً،وأرعب طفولتي بتخلفه المُزري؛ لن أنسَى أن ساحة إبداعي كانَت مدرسةَ هدمَها جيشهُم البربري؛لن أنسى أنهُم تسبّبوا بإعاقة الآلآفَ منْ شعَبي؛؛ لن أنسى أن وطني كان يختزل كل الحضاره ؛فأرجَعوه إلى العصور الحجريه بسبب تخلفهم القبلي؛لن أنسَى ولن ننسى أولئك الشُهداء ؛من وهبوا الأوراحَ فداءَ لثرى الوطن؛رحمةَ ربّي تَغشاهُم بجنان الحُور.
هل تحسبون انكم ستُطفئون شمسَ النّور؛ياقاتلي أحلامنا؛ و مُرعبي طفولتنا؛لا والله ! فكلما كبُرنا ازددنا قوة وصلابة،فأنا ومئات الآلآف منْ شَباب الجنوب واقفون لكم في نفس الطريق الذي زرعتموه لنا ألغاما،لكننا هذه المره أصبحنا رجالاَ ولم نعد أطفالا؛وسوف نَسقيكم من نفسْ الكأس الذي أسقيتموناه.