لعل حراك وتفاعل الدبلوماسية الدولية يشير في مدلولاته المصطلحية إلى تقريب وجهات النظر بين طرفين أو أطراف مختلفة متضادة وجمع الشتات والتباعد في المواقف لتصل عند نقطة التقاء ومن بؤرتها يتم الانطلاق في المراحل المستقبلية ، لقاء دبي لم يكن لقاء يقرب رؤى ووجهات نظر الضدين للوصول إلى حل سلمي بقدر ماهو لقاء بين احد الضدين ومن يفترض أن يكون محايد إلا أن المبعوث الاممي اعتاد الا أن يكون دبلوماسي أكثر من اللازم في حين يحسب للساسة الجنوبيين مجاراتهم للدبلوماسية الدولية خصوصآ وهي على عتبات خطواتها الأولية فيما يتعلق بالقضية موضوع اللقاء والنقاش وهي " قضية استعادة الدولة الجنوبية " وفق ما تحضى هذه التسمية بإجماع السواد الأعظم لشعب الجنوب ، ولي أن اجزم بذلك ، بيد أن الدبلوماسية الدولية تأبى تعريفها بغير " القضية الجنوبية " تلك التسمية الفضفاضة التي جعلت من الكل يدعي تمثيله لها لقد تطرق المبعوث الدولي إلى أهم النقاط من جانبه والتي تمحورت في : · إن المبادرة الخليجية المدعومة دوليآ جاءت في إطار الجمهورية اليمنية التي انبثقت عن كيانين توحدا عام 1990م وحضت الجمهورية الموحدة باعتراف دولي · إن فرصة الحل العادل للقضية الجنوبية سيكون عبر مؤتمر الحوار الوطني الذي أنتجته تلك المبادرة . ·التذكير بقرارات مجلس الأمن الدولي رقمي 2014 و2051 لعام 2012م بشان التسوية السياسية في اليمن وما يترتب عليهما وتطرق الساسة الجنوبيين إلى عدة نقاط تتمثل في : · لا وجود للوحدة اليمنية التي انتهت باجتياح الجنوب عام 1994م من قبل نظام الشمال وان الوضع عقب ذلك هو وضع احتلال · النضال السلمي الذي انتهجه الحراك الجنوبي منذ انطلاقته المباركة ، المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية . · إن المبادرة الخليجية وضعت لحل الأزمة السياسية بين الفرقاء السياسيين في الشمال ولم يكن الحراك الجنوبي السلمي ملزم بتنفيذها وبالتالي عدم فرض سياسة الأمر الواقع على الجنوبيين والإيحاء بالضغوطات من خلال العقوبات . · تنصّل قادة الشمال عن الاتفاق الموقعين عليه عام 2010م بشأن الفيدرالية وحق تقرير المصير لشعب الجنوب . ·الخطوات العملية للحل الجذري الذي أوضحته رسالة الرئيس علي البيض المشاركة في لقاء دبي . لعل كلآ من المشاركيَن في اللقاء تُفرض عليهما قيود موضوعية وان اختلف شكلها ومضمونها الا ان حساسية اللحظة الراهنة تُعد من أهم قواسمها المشتركة وعلى هذا الأساس تم الإعلان في ختام اللقاء عن " بيان القواسم المشتركة " بين الأممالمتحدة والجنوب ، وعلى الرغم من كونه بيان لايخرج عن التأكيد على بديهيات العمل السلمي من حيث المبدأ مثل الحوار أساس الحل للقضية الجنوبية وإدانة القتل والاعتقال والانتهاكات الإنسانية والإشادة بروح العمل السلمي التي تبناها الحراك الجنوبي ونبذ العنف ... غير انه يمثل نقطة تحول لصالح الجنوب في الاقتراب الدولي من قضية استعادة دولته والتي تشير كل المشاهدات ان هناك جولات تحاور بشأنها وفق تنسيق أممي وإقليمي سيشهده المستقبل القريب .