في مجتمعنا البائس نجد هناك أصناف من الناس يتصارعون مع الحياة عبر الكثير من المهن الشاقة التي لا راحة فيها ولا شفقة، ومن تلك المهن هناك مهنة أكثر إنهاكً للإنسان فهي لا تشرط على إن يمتلك المتقدّم إليها إلى شهادة الدكتوراه أو الماجستير أو البكالوريوس ولا تحتاج إلى المقابلة من أجل الوظيفة، بل إنها تحتاج أمرين لا ثالث لهما القوة العضلية والبنية الجسمانية مع إن من يمارسها في وقتنا الحالي شبابًا في عمر مبكر جداً بنيتهم الجسمانية ضعيفة وكبارًا في العمر لا يسمح لهم السن للعمل في تلك المهنة إلا أنهم يلجئون إليها اضطرارا من أجل المعيشة الكريمة. إنها مهنة البناء وعامل البناء التي يمارسها في عز الأوار والوديقة والصر، ليسا حبا لها إنما حبا للعيش الكريم والمحتشم، الذي يذهب إليه من الصباح الباكر بحثا عن المال الغير محرم شرعا حتى وإن حالت اياديه إلى إن تصبح كقطعة من الخشب الخشن دون نعامة والقذارة تدار حوليه، لكن من أجل الأجر اليومي يذهبون بحيوية عالية مع إن ذلك الأجر اليومي لا يكفي متطلباتهم الأساسية لكنهم يكتفون بما كتب لهم الله ويسكنون به حالهم، من بعد أداهم للعمل بشق الأنفس في تشيد المنازل الجميلة التي يسكنها البلاطجة والسارقون المارقون وفئة قليلة من الذي يدخل دخلهم اليومي من الحلال والعمل المشرف كمهنة الصيادة والمهن الحرة الأخرى، وأصحاب العمل المحدود والمعروف.
فتحية لهؤلاء المرابطين في المهنة الشاقة والمشرفة التي هيا خيرًا من التجارة في الأشياء المحرمة كسرقة أموال الناس وحب المناصب الحكومية لاستغلالها في التسلط على أراضي البسطاء ونهب الممتلكات العامة وعدم القيام بالواجبات على أكمل وجه، ما غير إن تتفتح إبصارهم في ساعات متأخرة من الصباح يرتدون فيها أفخر الثياب وتنبعث منها أطيب الروائح من العطور والبخور، ولديهم من السيارات الفاخرة والمتوسطة ومتواضعة أشكالاً وأنواعاً، دون الاستشعار بالمسؤولية والقيام بالواجبات في الوظيفة التي يعمل فيها.