قال متحدث باسم يئير لابيد المذيع التلفزيوني الإسرائيلي السابق إن لابيد عين وزيرا للمالية في إسرائيل يوم الجمعة بعد توقيع اتفاق للانضمام إلى الحكومة الائتلافية الجديدة. وكان حزب يش عتيد الذي يتزعمه لابيد أكبر مفاجاة في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت يوم 22 يناير كانون الثاني. وفاز الحزب بتسعة عشر مقعدا وهو عدد أكبر من المتوقع ليحل في المرتبة الثانية خلف تحالف ليكود-بيتنا اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي حصد 31 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعدا. وبعد نحو ستة أسابيع من المفاوضات وافق يش عتيد يوم الخميس على الانضمام إلى حكومة ائتلافية بقيادة نتنياهو. ووقع الاتفاق واتفاق آخر بين تحالف ليكود-بيتنا وحزب البيت اليهودي يوم الجمعة. وسيحل لابيد محل يوفال شتاينتز فور أداء الحكومة الجديدة اليمين. وخاض لابيد الانتخابات مستندا إلى برنامج يدعو لتخفيف الضغوط المالية عن الطبقة المتوسطة من خلال المشاركة في العبء الوطني عبر إلغاء الامتيازات التي يتمتع بها اليهود المتدينون. ويواجه الوزير الجديد تحديا ماليا كبيرا في السعي لتقليص عجز الميزانية الذي بلغ 4.2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2012 أي مثلي المستوى المستهدف البالغ اثنين بالمئة. وقال البنك المركزي إن الحكومة ستحتاج إلى خفض معدل إنفاق الدولة بمقدار 14 مليار شيقل (3.8 مليار دولار) وزيادة الضرائب بنحو ستة مليارات شيقل من أجل تحقيق مستوى العجز المستهدف البالغ ثلاثة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2013. وقال زاك هيرتزوج رئيس المبيعات الدولية في شركة بساجوت سيكيوريتيز للسمسرة إنه سيتعين على لابيد أن يثبت للأسواق قدرته على إدارة السياسات المالية. وأضاف "يبدو من المعلومات القليلة التي تسنى معرفتها عن رؤاه الاقتصادية أنه سيتبع السياسة الاقتصادية لتيار يمين الوسط." وتابع "سيقلل من الخدمات الاجتماعية والمزايا الممنوحة للأطفال. فذلك جزء من البرنامج الذي استند إليه في خوض الانتخابات." ورغم معرفته المحدودة بالشؤون الاقتصادية سيحظى لابيد بنظرة إيجابية من المستثمرين على الأقل في البداية. وقال إيال كلاين كبير الخبراء الاستراتيجيين في شركة آي.بي.آي انفستمنت هاوس والمدير السابق لإدارة الديون الخارجية في وزارة المالية "وفقا لسياسته فإنه يمضي قدما باتجاه إرضاء الأسواق." ويتوقف نجاح لابيد إلى حد كبير على مدى الدعم الذي سيلقاه من نتنياهو الذي كان وزيرا للمالية مؤيدا للسوق الحرة. وبعد مشوار مهني طويل قطعه في مجال الصحافة أسس لابيد حزب يش عتيد (هناك مستقبل) في أوائل عام 2012 مستغلا حالة السخط العام المتزايد تجاه تكاليف المعيشة وأسعار المنازل. ونظم مئات الآلاف من الإسرائيليين مسيرات في صيف عام 2011 احتجاجا على ارتفاع سعر نوع من الجبن وهي سلعة أساسية إسرائيلية صارت رمزا لزيادة الأسعار. وقالت عوفرا شتراوس المتحدثة باسم مجموعة شتراوس لصناعة الأغذية - التي كانت هدفا رئيسيا لتلك الاحتجاجات -إن لابيد يواجه تحديا صعبا ولكن يمكن توقع حصوله على دعم قطاع الأعمال. وقالت شتراوس لرويترز "لا شك أن من سيتولى هذا المنصب في السنوات الأربع المقبلة أيا كان سيواجه الكثير من الاضطرابات." وأضافت قائلة "سمعنا في السنوات القليلة الماضية ما يريد الجميع حدوثه في هذا البلد... صوتنا جميعا لصالح التغيير والأشياء الجديدة والتوجه الجديد لذا أنا على يقين بأن قطاع الأعمال سيسانده." من توفا كوهين وستيفن شير