إن لكل ثورة ثوار أحرار وبالمقابل يكون لها عملاء وسأتطرق لموضوع العملاء في وجه الثورات . فالثورة هي نتاج طبيعي تنشأ للتخلص من نظام حكم ميئوس من إصلاحه والمتسم بالخداع والدجل السياسي وشراء الضمائر و الذمم واستخدام القوة والقبضة الحديدة لفرض بقائه جاثما على الشعوب المقهورة بأساليب مختلفة ماكرة وبث الخوف والرعب بين أوساط الشعوب.
ونتيجة لذلك وبعد طول صبر ونفاذه يصل حال هذه الشعوب التي لا تجد مناص إلا بانتزاع حقوقها المسلوبة فتقرر خلع النظام الجاثم على صدورها والميئوس منه في إحداث أي تغيير أو إصلاح في المجتمع أو يحسن من حال الناس ومعيشتهم بما انعم الله على أرضهم من نعم حرموا منها إلا قلة قليلة يصطلح عليهم بالموالين للنظام وهم في حقيقة الأمر في توصيفهم الحقيقي (عملاء).
فلا عجب أن يظهر العملاء في هذه المرحلة ولا خشية منهم لعدم قدرتهم على إحداث أي تأثير يذكر على الثورة أمام السيل العارم من الأحرار الذين ينشدون لحن الحرية الجميل.
فقد كان لعملاء الاستعمار تواجدهم في فترة الستينات من القرن الماضي أبان حكم الاستعمار البريطاني للجنوب العربي وظهروا بمظهر الجبناء وباعوا ضمائرهم وهؤلاء لايؤمن عليهم حتى في بيوتهم وبين أهلهم وأصبحوا لا يساوون حتى حفنة الفتات التي يعطى لهم وان كثر وقد ذهبوا إلى مزبلة التاريخ الذي ارتضوها لأنفسهم ونصحي لمن هم على شاكلتهم اليوم وعلى طريق الخزي والعار هم سائرون أن يحفظوا كرامتهم وماء وجوههم آلا يضيعوا فرصتهم ويتحلوا بالشجاعة والإخلاص ليتخلصوا من وضعهم المهين ويلتحقوا بركب الأحرار من أبناء وطنهم ويقول المثل