وطني ياجرح الزمان النازف وياأرض الشهداء والعظماء الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه، مهما حقد الحاقدون أو مكر الماكرون وتآمر المتآمرون ستبقى كالطود العظيم شامخاً أبياً عصياً على كل الأعداء. جنوبنا ياعشقاً هوته شغاف قلوبنا وألباب عقولنا فأهديناه أرواحاً طاهرة ودماءً زكية سُكبت لتروي ثرى قراه المتناثرة وكأنها حبات لؤلؤٌ منثور وسهوله الجميلة وقيعان وديانه الخضراء ومدنه العتيقة الزاخرة بعبق التاريخ الأصيل وسواحله الساحرة وحبات رمله الذهبية التي رسمت صوراً بهية في غاية الروعة والجمال وحاكت بخيوط شمسهِ الوضاءه ملاحم وبطولات الأساطير التي لم تحدث قط إلا في ديار وطنا الديار العامرة بأسما معاني الوفاء والإخلاص والإيثار. وطني ستبقى أحب بقاع الأرض إلى قلوبنا سنكون أسوارك وسياجك وحصونك وقلاعك التي تذود دفاعاً عن حياضك سنشق الصخر ونزرع الأرض ونملأ الدُنا من حولك أملاً وعملاً من أجل أن تزهر مرةً أخرى حضارتك فنفاخر بك الأمم ونقول أنظر أيها العالم هذا هو وطنا وطن الأحرار وطن التضحيات ووطن العقول الفذة التي إبتكرت أرقى أنواع الثورات في العالم أجمع إنها ثورت الحراك السلمي الجنوبي الذي تفرد بها شعبنا الجنوبي وعرفها وعلمها لشعوب الأرض قاطبةً،. رغم مرارة الخذلان من الأشقاء الذين كانوا يعلمون علم اليقين بعدالة قضية الجنوب وكيف تعرض للخديعة والإلغاء وذبح من الوريد إلى الوريد من الطرف الأخر الذي نكث بالوعود والعهود والذي سلب ونهب ودمر النسل والحرث على مسمع ومرئ الجميع بحت أصواتنا وخنقتنا العبرات ونحن ننادي ونستغيث لكي نسمع يوماً أخاً شقيق من دول الجوار من بني جلدتنا في الدين والعروبة يقول كلمة حق يواسينا أو يشعرنا بتعاطفه معنا ضللنا سنوات وسنوات ونحن في الساحات بصدوراً عارية وجيوباً خاوية لانمتلك سوى أصواتاً نردد بها شعاراتٍ كانت ترعب المحتل وترتعد منها فرائصة لأنها كانت أصوات حقٌ تخيفه فكان يقابلها بالمواجهة بكل أنواع الأسلحة ضلت مظاهراتنا تقمع بإستخدام الأسلحة الفتاكة التي توجه إلى صدورٌ عارية والعالم ينظر دون أن يحرك ساكناً. ولكن عندما هوجم وطني للمرة الثانية وكادت هذه المرة أذرع الفرس أن تحكم السيطرة على مضيق باب المندب وتهدد أمن الأمة العربية والإقليم تنبه الأشقاء وشكلوا التحالف الذي مد يد العون للجنوب للتخلص من براثن الإحتلال فأفاق المارد الجنوبي وحرر الأرض وجرف جثث المجوس إلى خارج حدود الجنوب وأصبح أهل الأرض أسياداً على أرضهم. وليعلم كل خائناً أومتآمر إننا لن نفرط في أرضنا مهما دفعنا من أثمان فقدنا وطنا مرة في غفلةٍ من الزمن ولن نفقدة مرةٍ أخرى مادامت لدينا عروقا تسري فيها الدماء وقلوباً تنبض بالحياة.