ودعت عدن يوم الجمعة 15/3/2013م ابنا من أبناءها الأبرار وعلما من أعلامها الأجلاء، انه الحبيب شيخ زين العيدروس وذلك في موكب مهيب بحضور طيف واسع من مختلف شرائح المجتمع عكست مقدار الحب والمكانة الكبيرة التي تحتلها أسرة السيد العيدروس في الوجدان العدني خصوصا والجنوبي على وجه العموم. شيخ العيدروس، نائب منصب عدن، ذلكم الرجل الرائع الذي ما رأيته يوما إلا والبسمة مصاحبة لوجهه الصبوح، حتى عندما كنا بمعية منصب عدن، الحبيب مصطفى العيدروس، نتفقد ارض يملكونها في شمال غرب عدن وتم السطو عليها بتواطؤ رسمي بشعار الاستثمار، والاستثمار واحد من الشعارات التي يحملها أساطين النهب، كان شيخ يشرح حدود المنهوبات، باسما رغم هول القهر الذي أصاب أسرته كما أصاب أناس كثر في الجنوب. قبيل الأذان والدخول إلى جامع العيدروس لأدى صلاة الجمعة كان شيخ العيدروس يقف أمام باب الجامع، في حالة سفر المنصب، يتبادل السلام مع جموع المصلين وكثيرا ما كنت أقف بجانبه نتجاذب أطراف الحديث حول الشأن العام، فشأننا العام معقد ومزعج ومثير للقلق وعدم الثقة في المستقبل حتى ونحن ندلف إلى الجامع للوقوف بين يدي الخالق عز وجل. حين طلبته على هاتفه لأمر مهم ولم يجب هاتفت المنصب فلم يجب أيضا فاستعنت بالشبل محمد هشام باشراحيل للبحث عنه وعرفنا أن منصب عدن قد غادر عدن في الليلة الماضية مسعفا أخاه شيخ إلى السعودية للعلاج، تأكدت بعدها من الأصدقاء وعرفت أن ذلك الإنسان الذي كان لا يألوا جهدا في مساعدة الآخرين بما في ذلك العلاج قد داهمه المرض فأراد خالقة أن يأخذه في غير وطنه، شهيدا. رحلت والمتغيرات العاصفة لا زالت تحيق بالبلاد ورغم زحمة المتغيرات إلا انك أيها الغالي شيخ تستحق منا كلمة حق في حقك حيث أفنيت عمرك مهموما بشأن غيرك، وطنا وأهل. رحمك الله رحمة الأبرار أيها الحبيب شيخ زين العيدروس وأسكنك فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والهم اهلك، وعلى رأسهم الحبيب مصطفى زين العيدروس منصب عدن، ومحبيك وأهل رباط العيدروس الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.