تفشى وباء الطاعة العمياء لبعض القادة والشخصيات السياسية والمناطقية التي أصبحت وكأنها اصناما تعبد حتى ظنت أنها مقدسة ولا ينبغي الاقتراب منها بالنقد او المعارضة وكأنها معصومة من الأخطاء ويجب الانقياذ لها بالعبودية المطلقة وتقديم الولاء المفرط لها وتلك كانت ومازالت المصيبة الكبرى التي جلبت لنا ولكثير من المجتمعات العربية الكوارث والنكبات والصراعات الدامية والماسي الإنسانية المريرة وحالت دون النهوض باوضاعنا المتدهورة . ومع أنني لا أنكر على أحد الموالاة لأي طرف أو أحد ولا انتقص من دور أي شخصية الا انني ارى بان الإفراط المقيت في الولاء الى مستوى التقديس والطاعة العمياء لتلك الشخصيات مرض عضال يصاب به البعض وكان وما يزال له تداعياته المدمرة للمجتمعات والأوطان ومصدرا للنكبات والمعاناة وانتهاك حقوق الإنسان وبات غرورهم بالعظمة يصور لهم أنه لا صوت يعلو فوق صوتهم وجبروتهم وطغيانهم مهما كان ذلك الصوت ناضجا وناصحا ومخلصا .
لقد ابتلينا بمثل تلك الشخصيات والقادة الأصنام منذ عقود طويلة وما يزال ذلك الابتلاء متعاظما مع تزايد نسب المفتونين بها ولم يستطع البعض التحرر من تلك العبودية العابثة المتوارثة للاستبداد الشمولي المتلاعب بمصيرنا ماضيا وحاضرا حتى غرقنا بالفقر والبطالة والجوع والتخلف وبدورات العنف الدامية لان طغاة كتلك القوى تدغدغ مشاعر بسطاء الناس بشعارات وطنية عديمة المحتوى وفاقدة للمصداقية مغلفة بأساليب التضليل والخداع والظهور للناس بمظهر المنقذ المدافع عن مصالحها والضامن لتحقيق أحلامها وهي في الواقع تكرس الاستبداد بكل صوره القاسية بهدف التسلط وكان من نتائج تلك السياسات العابثة إغراق الوطن بالفوضى الخلاقة المدمرة خدمة لاجندات مشبوهة .
لا شك أن تلك الظاهرة العبثية الخطيرة هي صناعة مجتمعية بامتياز واننا كمواطنين ونشطاء ونخب مثقفة وسياسيين وغيرهم من يشارك بصناعة تلك الأصنام ويحيطها بهالة ضخمة من التقديس ويمنحها صك الولاء والانقياذ الاعمى وجعلوا منها ملهمة وبرروا أخطائها وتصرفاتها غير السوية وتغاضوا عنها ولا يرفع البعض صوته ناقدا لها بل ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا عبيدا لاصنام صنعناها بايدينا بكل اسف وتلك هي المشكلة والكارثة الجسيمة.