عندما يختلف شخص مع آخر أو يختلف مكون مع مكون ثاني أو مجموعة مع أخرى في الرأي و التوجه لايعني أن يرى الطرف أنه على أحقية فيما الذي يختلف معه هو على باطل و لا يعني أن تحارب الذي اختلفت معه في الرأي ، الرأي فقط خلقنا الله وكل شخص و كل مكون وكل جهة تختلف مع الآخر في التوجه فنحن خلقنا مختلفين لنتكامل فيما بيننا ولم يخلقنا عينة واحدة لكي نتناسخ فالاختلاف سنة الحياة و في الإختلاف يجب تقبل و تفهم من اختلف معك و من الضروري أن تتوفر الأخلاق فيما بين المختلفين ، لكن ما نشاهده اليوم من مشاهد مروعة و تهتز لها الجبال من أعمال عنيفة يشنها الطرفين فيما بينهم و السبب أنهم اختلفوا في التوجه و وجهة النظر فبين محافظة عدن و محافظة شبوة سقطت القيم الإنسانية و الرحمة بين الطرفين ، فعندما أختلف الطرفين ذهب كل منهم يبحث عن الآخر فقبض على مازن أحمد سالم اليوسفي بمدينة عدن و ضربوه و فعلوا به ما يندا له الجبين و أفعال قامت بها وحوش بشرية فغادر مازن اليوسفي الحياة على يد من أختلف معهم في الرأي و هم قتلوه لأنهم متعصبين لوجه نظرهم و يظنون انهم انتصروا لتوجهم و أرضوا أنصارهم !
فيما بمحافظة شبوة الطرف الآخر بحث عن من اختلف معه في توجه و وجدوه يسلم صالح حبتور الذي لم يمض الوقت الكثير حتى يعلن مغادرته لهذه الحياة والسبب مماثل لمازن اليوسفي نعم لأنه اختلف معهم ، لا أعلم أي نوع من البشر التي تقوم بتلك الأعمال التي لن يقوم بها اليهود و لماذا يقتل أخيه المسلم بتلك الطريقة ؟؟ اي أناس أولئك، اعتقال وتعذيب حتى الموت و العودة به إلى أهله ميت ! جرائم نكراء
مازن اليوسفي و يسلم حبتور شهيدين إختلاف الرأي ، فأين العدالة و هل لأحد أن يقتص من قتلتهم , لا اعتقد ذلك لأننا في مجتمع وفي زمان أصبح لا مكان لكلمة الحق أن تقال و من يتفوه بكلمة واحدة سيكون مصيره من مصيرهم ، ذلك ظلم و السكوت ظلم آخر و أصبح كلام الناس كله و ما شأني أنا ! اليوم هناك وغدا عندك فقل الحق ولو بلسانك أو بقلبك فاليد اليوم لا تطال شيئآ ، نحن في وضع ذبلت فيه الرحمة و بالكاد تجدها ،و لكن لن يفر القتلة من عدالة الله تعالى هو من سينصف الشهيدين رحمهم الله و اسكنهم فسيح جناته