لدى كثير من البلدان شخصية أو أكثر من الشخصيات البطلة تقدمها كرمز، حتى يحذو الجميع سيرتها والاقتداء بها. و كثير من الناس الذين تعرفوا على الفقيد عمر الجاوي أو كانوا قريبا منه يرون فيه شخصية أسطورية كأحد قادة المقاومة الشعبية الذين شاركوا وقاتلوا ببسالة، وكانت مساهماتهم حاسمة في رفع حصار الملكيين عن صنعاء. ويعترفون بجهوده ودوره الفذ في ظهور وبروز اليمن الموحد والأب الروحي له. والشخص الذي قام بإعادة إصدار مجلة الحكمة التاريخية، وأسس اتحاد الأدباء والكتاب، ووكالة سبأ للأنباء، وحزب العمل في ذروة أيام العمل السري ثم حزب التجمع اليمني الوحدوي. كان على قدر كبير من الحكمة، والنبل، والشرف، والمكانه. وسياسي يساري رفيع وبارز. وأحد أشهر كتاب مقالات الرأي الجريئة والإفتتاحيات المتميزة في العالم العربي. وطليق في أكثر من لغة. وصاحب مواقف لاتكرر، تميز بالشجاعة الحرة، والرونق الفكري وصفاؤه ولمعانه. كان صاحب هم وطني شاسع. أراد أن تكون دولة اليمن موحدة ويقظة وقوية وديمقراطية، تسودها العدالة الاجتماعية والحريات العامة، والتنمية المستدامة. عرف بإهتمامه الواسع بالثقافة، وإقتناعه الراسخ بالفكر. وبإنحيازه للناس البسطاء والدفاع عن مصالحهم وحمايتهم. توفى في مدينة عدن عام 1997م، ولم يزل له حضوره الفكري والسياسي والأدبي في وجدان وعقل أصدقائه وتلاميذه ومحبيه والناس البسطاء الذين عرفوه. وسار على نهجه كثيرون من مختلف أطياف الناس في الجنوب والشمال. يفي أن يرفع الى مقام بطل وطني. ويوم وفاته او ولادته يصح أن يكون يوما وطنيا أو عطلة رسمية. تغمدك الله يابطل اليمن بواسع رحمته.