عشرون عاما مضت على رحيل فقيد اليمن الشخصية الشعبية البطلة عمر عبد الله السقاف (الجاوي)، وأحد عظماء النخبة اليمنية الوطنية السياسية المثقفة نبيلة المشاعر. مفكر وأديب وكاتب وصحفي وشاعر وسياسي. وله العديد من المؤلفات الصحفية والسياسية والأدبية وديوان شعر وأحد أشهر كتاب مقالات الرأي الجريئة والإفتتاحيات المتميزة في العالم العربي. ولد في مدينة الوهط في تبن لحج، ودرس في مصر والإتحاد السوفيتي، وعاش معظم حياته في عدنوصنعاء، شارك في تأسيس وقيادة المقاومة الشعبية في فك حصار صنعاء عام 1968م، وسعى إلى تأسيس إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وأُنتخب أمينا عاما له، وأصدر مجلة الإتحاد (الحكمة) المشهورة وساهم في تأسيس حزب العمل، ودعا إلى تأسيس المجلس اليمني للمنظمات الإبداعية وترأسه، وإلى تأسيس حزب التجمع الوحدوي اليمني. آمن بالهوية اليمنية وكرس حياته كلها لإقامة دولة اليمن الديمقراطي الموحد. وكانت قناعته وتطلعاته في الشأن السياسي وحياته الإجنماعية ونشاطه وأقواله ومواقفه نبيلة وإنسانية وملهمة ومقاومة لخطاب الكراهية. وساهم قبل وبعد الوحدة في إنهاء كثير من الأزمات القائمة بين الأطراف السياسية في الشمال والجنوب. عُرف بميوله اليسارية كسبيل لتحقيق العدالة الإجتماعية واهتمامه الواسع بالثقافة، وإقتناعه الراسخ بالفكر والتنمية الاقتصادية المستدامة والحريات العامة كضامن للتقدم والرخاء، وبانحيازه للناس البسطاء والدفاع عن مصالحهم وحمايتهم من بطش الدولة البوليسية في عدن وتوحش النظام الحاكم في صنعاء. تأثروا به مختلف أطياف الناس في الجنوب والشمال وتربوا عليه. حاول نظام صالح في صنعاء عام 1991م إغتياله وأطلق النار عليه فقتل الذي معه المهندس حسن الحريبي أحد قادة حزب التجمع الوحدوي وأصيب الجاوي بإصابات بالغة ولكنه نجا من الموت. ولم يزل له حضوره الفكري والسياسي والأدبي في وجدان وعقل أصدقائه وتلاميذه ومحبيه والناس البسطاء الذين عرفوه. شكرا عمر، ورحمة الله على روحك الطاهرة.