اليوم تحتضن سيؤن حاضرة الوادي الاخضر العرس السادس لذكرى الهبة الحضرمية الخالدة،التي أعادت للحضارمة شموخهم وعزتهم وقوتهم وألقهم التاريخي. في هذه المدينة الجميلة الوادعة، تخضبت تربتها بالدماء الزكية للشهيد سعد بن حبريش ورفاقه من أسود حضرموت، في يوم بارد من صبيحة الثاني من ديسمبر المشؤوم من عام 2013م.وكانت هذه الدماء الزكية ودماء كل شهداء حضرموت،الذين سقطوا دفاعا عن حقوقهم وارضهم الطاهرة وكرامتهم وثرواتهم وإستقلالهم، ورفضا للظلم والطغيان والاحتلال الذين جثم على أرضهم لأكثر من خمسة عقود،هي من فجرت براكين الغضب الحضرمي ، وقدحت شرارة الهبة الحضرمية الخالدة في العشرين من ديسمبر 2013م،التي غيرت الخارطة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتاريخية لحضرموت ،ووضعتها على أعتاب مرحلة جديدة من النهوض والتقدم والشموخ والعزة والكرامة وإستقلالية القرار السياسي الحضرمي.
لقد كان إتخاذ قرار ،إقامة فعاليات الذكرى السادسة لاستشهاد المقدم بن حبريش وقيام الهبة الحضرمية،في مدينة سيؤن له رمزيته ودلالاته العميقة.فهي المدينة التي عشقها الشهيد، وأستوطنتها روحه محلقة على الدوام في سمائها ، وهي حاضرة الوادي والصحراء ،وقلب الأحقاف مهد العرب، وهي توأم المكلا عروسة بحر الحضارمة وحاضرتهم الحالية.
ونحن على ثقة بان هذه الاحتفالية ستكون ناجحة بكل المقاييس، وستشهد حضورا جماهيريا واسعا، وستعزز من تلاحم ووحدة الحضارمة في كل أرضهم وفي مهاجرهم المترامية، وستشكل علامة مضيئة في تاريخهم النير،وعلامة فارقة على طريق توحدهم وقوتهم ونهضتهم، وإمتلال قرارهم السياسي المستقل، بعيدا عن التبعية والإلحاق ،ورفضا للإرهاب وتغيير الديمغرافيا، و لسياسات الاذلال والفساد ونهب الثروات ،والهيمنة على مقدرات حضرموت وأرضها، ومن اجل إحلال الأمن والسلام في ربوع وادينا الجميل المبارك باذن الله.فمنها بدإ التاريخ الحضرمي وإليها سيعود مكللا بالانتصارات.