قال الشاعر الأبيني المعروف علي بن سعيد لهطل، في إحدى أراجيزه بمناسبة زواج أحد الأقارب وتحديدا في 1/1/1986 ... مرت علينا ايام سودا مظلمه لاعاد بشكيها ولا الشكوى تفيد يكفي مالقينا في السنين الماضية يلا تخارجنا من العام الجديد إنها قصيدة معبرة وذات مغزى يا والدنا الغالي، ونقول لك إن الظلمة التي تتحدث عنها قد ازدادت قتامة وسوادا، ولم ير الوطن الجنوبي يوما مشرقا تنضج فيه الأرض بسبب أننا حجبنا بأيدينا عن أنفسنا الشمس ورضينا بالظلام، حتى الحلم الذي استطاعت المقاومة الجنوبية -في عدن وبقية مناطق الجنوب- تحقيقه وانتزاعه من مخالب الجلاد، قد بدأت تتحول بوصلته شيئا فشيئا إلى المجهول، إن لم يتدراكه الرجال ويعودون له رونقه وهدفه.! إن الوضع المؤلم الذي يعيشه الوطن الجنوبي ما بعد الانتصار في 2015 إنما هو تكرار للماضي الذي عاشه السابقون، وبسببه وصلنا إلى ما نحن فيه عندما طغت الأنانية وحب التسلط على عقول وأفكار مجاميع من المناضلين ضد بعضهم، والتمترس المخيف خلف المناطقية والجهوية، يضاف إلى تلك العيوب التي كانت عيوب أخرى ما كان لها أن تتأصل في الشخصية الجنوبية، ومن ذلك السلوك الدخيل على رجال الجنوب الهيمنة والاستقواء وابتزاز الآخرين وتهديدهم الذي يصدر من بعض حتى تكثيف الحراسات بهذا الشكل الذي نراه وأصبح وضعا اعتياديا لدى أغلب المسؤولين هو الآخر لثقافة الوحدة الفاشلة، ولو كان خيرا في كثاقة الحراسات لاستمرت الأوضاع ولم يصل بهم الوضع إلى ما آلوا إليه. إننا بحاجة إلى تغيير جذري شامل لكل الظواهر السيئة التي تكتنف واقعنا الجنوبي وتنخر مداميكه مرة أخرى، ولن يأتي ذلك إلا بالتلاحم وعدم التخوين والإقصاء الذي يمارسه البعض ضد الآخر ولينفذ مبدأ التصالح والتسامح قولا وفعلا.! وإني برأيي الشخصي اعتبر الجنوب ما بعد م2015 محررا وكامل السيادة، وكان من المفترض أن نرى وضعا سياسيا غير الذي نعيشه وضعا يجعل الناس سواسية في الحقوق والواجبات ومتحرر من المناطقية المقيتة ولأن ذلك لم يحصل ولا توجد بوادر لتحقيقه فإني احمل القائمين على رئاسة ذلك الوضع مسؤولية الهبوط المزري الذي نتخبط فيه قيادة وشعبا... وأجزم أننا لن نرى النور الذي نبحث عنه وقدمنا من أجله الآلاف الشهداء إلا بالتخلي عن هذه المفاهيم والأفكار الضيقة التي أصبحت تتحكم بمصائر الجنوب ومن أجل ذلك فإني أدعو للمزيد من قبول الآخر وليحاول الكل التأقلم والتكيف مع حرية الرأي لمصلحة الوطن الذي هو ملك للجميع وكفانا من الماضي دروسا وعبر ونقول للكل عاما جديد ويكفي مالقيناه في السنين الماضية، ونسأل الله اللطف وليمنحنا في عامنا هذا جنوبا خاليا من الشوائب والأحقاد.