يصادف يوم الاثنين الثالث عشر من يناير 2020 الذكرى الرابعة عشر لاتفاق التصالح والتسامح الذي جرى يوم 13 يناير 2006 في جمعية ردفان في مقرها الكائن في عدن والتي على ضوء هذا الاتفاق جن جنون نظام صنعاء وبدأ بخطوات أجرائية تجاه القائمين عليها حيث أغلق مقرها وسحب ترخيص مزاولة نشاطها كما أن من شارك في اتفاق التصالح والتسامح قد تعرض للملاحقة لأن أي خطوة للملمة صفوف الجنوبيين وتوحدهم تمثل ردة فعل قوية للنظام القائم. وللأسف أقولها وبكل مرارة أي ذكرى للتصالح وتسامح تتحدثون عنها فنحن الجنوبيين غير أهلا لها هذه حقيقة لا خداع فيها. حيث تبددت كل الأحلام التي بنيانها بعد هذا التصالح والمتمثلة بإمكانية وحدة الصف والموقف الموحد الذي يتجسد في قيمة التسامح والتصالح على ضوء السلوكيات والممارسات التي تعكس على أرض الواقع وتعزز ثقافة التصالح والتسامح التي تغيب فيها مظاهر التعصب والشخصنة والولاءات الضيقة ونبذ إرث وثقافة الماضي وأزمة عدم الثقة والترفع عن الخلافات لتسمو عوضا عنها قيم التعايش والتفاهم والسلام والإيمان بحق التوافق في ظل التنوع الاختلاف وقبول آراء الآخر وأفكاره كما هي وأحترام رأيه كما هو لا كما نريد. هذا هو التسامح الذي ننشده ياسادة حيث يتطلب قلوب نقية وقادرة على التسامح قلوب تطهرت وتسامت عن الحقد والضغينة والتخوين قلوب أيقنت عن إيمان صادق بأهمية نبذ الفرقة والتلاعب وحب الأثرة وحب الذات وعدم الأعتراف بحق الأخر المشاركة في صنع القرار ونسيان الماضي وتجاوز عثراته والاستفادة منها كدروس وعبر وهذا الذي نفتقره ولم يتحقق مطلقا حتى يومنا هذا. نسى الجميع أن الوقوف عند أخطاء الماضي والتمسك بها كأداة لنبد الأخر كارثة لأنها ستحيل حاضرنا جحيما ومستقبلنا حطاما لأننا سنكون مشغولين بها مما سيفوت علينا الفرصة كثيرا لتقريب وجهات النظر التي تصب في مصلحة الهدف الواحد والمصالح المشتركة فالوطن مسؤولية الجميع وملك للجميع ويفترض أن لا يغتر أي طرف بالمكانة التي هو فيها فكل شيء متغير والثابت هو الشعب عليه أن يمد يد التصالح والتسامح والعون لرفاق النضال المشترك في الاعتصامات التي أستمرت على مدى ثمان سنوات وتصدى الجميع لبطش نظام صنعاء وجبروته الذي كان لا يفرق بين إرهاب الدولة والأمن والاستقرار بصدور عارية لرفض الذل والمهانة وأنتزاع حقنا في الكرامة الإنسانية. أن عدم الاعتراف بحق الآخر في صنع القرار وإدارة نظام الدولة لا يؤسس لبناء وطن وسيظل الجميع يعيشون حالة من التشتت والتمزق التي لم ينزل بها الله من سلطان.