ساقتني بعض أفكاري المبعثرة في واقع متغير ومناخ ضبابي وموجات متلاطمة وشتاء بارد.. فقعدت برهة من الوقت لأكتب سطرآ من آلاف السطور التي تعبر عن وطن مثخن بالجراح وشعب مشبع بالآلام ومعاناه مستمرة وحروب جرفت معها الأخضر واليابس.... بحثت كثيرآ هل تواجدت الحلول والمعالجات لهذا الوضع الراهن؟ هل استوعبنا بعض المعطيات في المسائل المتغيرة ؟ فلم أجد سوى النفاق السياسي المشرعن والقبح الدبلوماسي المزمن ..مع غياب تام عن قول الحقيقة التي ظل الشعب والمواطن ينتظر ويتأمل ويتفاءل ويبحث عن وجه العدالة ورفع الظلم في زمن النكران ... فلا توجد أي حلول مناسبه إلى حد اللحظة.. أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم...انكشفت اغطيتهم وبانت اقنعتهم وعداوتهم على الجنوب .. فضحتهم المشاورات وعرتهم المواقف وخذلتهم الرجولة.. فمهما كانت الأحداث والمتغيرات فالأعداء وحلفائهم لازالوا ناقضين للعهود وخائنين للمواثيق.. جبناء في السلم وخونه عند المعارك ..ولا زال المشر عينين منبطحين في شتى فنادق الرياض والدوحة وانقره ..ولازالوا أشباه الرجال يتنقلون بين عواصم الدول باحثين عن مطامع مالية ..بائعين لضمائرهم ووطنهم بثمن بخس .. ارتكب الأعداء في المعارك بين الأطراف المتصارعة شمالآ أبشع الجرائم الإنسانية بحق المواطنين والابرياء دون أن نرئ أي تحركات من قبل الشرعية او قرارات أو إدانات من الأممالمتحدة ... وهذا مما يدعوا مجالآ للشك أن الأممالمتحدة وحلفائها متفقون على التدمير والتخريب وإتاحة الفرصة للمتردين وتسهيل لهم كل سبل التخريب والتدمير وإطالة الحرب وسفك الدماء وازهاق المزيد من الأرواح ..
فحينما نرى نهايتهم وانهزامهم تتدخل الاممالمتحدة وحلفائها وترسل المساندات والمساعدات إليهم بطرق إنسانية وهي في الحقيقة دعم ايدلوجي عسكري للتدمير والقتل والقتال .. .هنالك مؤامرة كبرى دولية ومحلية ..فيجب على القيادة الجنوبية أن تعي ذلك جيدآ وأن تتحمل المسؤولية التي ضحى لأجلها الشعب الجنوبي .. لا سلام ولا عفو ولا مصالحه كما يدعي بعض المتعجرفين.. ولا أمأن ولا عهد ولا ميثاق مع الأعداء ..بل شرع الدين قتالهم ووجب محاربتهم فمن اعتدى عليكم فعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم .. الحرب لا زالت مستمرة ..ولازالت الجبهات مشتعلة في القتال ..ولا زلنا مستمرين في المواجهات و المعركة ... وعلى الصعيد المحلي ومن زاويه انعكاسية و منفرجة.. علينا ان نضع بعض المراوغات السياسية قليلا ونترك الخلاف لبعض الوقت ويجب أن لا نذهب بعيدآ في التحليلات وقراءة الواقع بطرق مختلفة وانما الاهم من ذلك كله هو ان نتطرق فورآ إلى فتح الحوارات واجادة المشاورات المحلية .. ولابد من المعالجات الفورية للأفعال السلبية والسلوكيات الخاطئة والتراكمات المعقدة التي زرعتها المتغيرات في الوضع الراهن ... يجب أن تكون هنالك حوارات بناءه ومناقشات إيجابية ومشاورات مثمرة ينتج من خلالها أعمال ومنجزات واقعية ملموسه و تثبيت للعمل المؤسسي وتفعيل لكل الجوانب الاقتصادية والإدارية واستقطاب الكفاءة وأصحاب المؤهلات والقدرات للعمل.. الشعب يريد إنجازات واقعية واعمال خدماتية تبعث فيه روح المعنوية ..وليست اقوال فسبكية .. ويكفي ما تحمل هذا الشعب من المآسي والأحزان حتى وصل به الحال إلى التضحية والفداء بفلذات اكبادهم لأجل الوطن الجنوبي الغالي.. لدينا من يمتلك الكثير من المؤهلات والخبرات والقدرات لإدارة الواقع ..ولكن تأتي بعض الرياح في الواقع المتغلب والمتغير عبر تصرفات فرديه عنجهية متغطرسة لا تفهم من الواقع سوى لغة القوة أو السلاح أو العصبية المنطقية المغيتة.. فيجب أن ننتقد وننبه في هذا الأمر وهذا حبآ وأخلاصآ وتنصاحآ للجميع وليس كرهآ أو كما يظن ويهول البعض ..فمن الواجب الانتقاد لأي عمل سلبي يضر بالمجتمع والوطن الجنوبي الغالي ..فليس كل من انتقد فهو يمثل تيارات أو أحزاب معادية .. أن لم تكن معي بالغلط فأنت ضدي ..كن منطقي ومع الحقيقة وإن كلف ذلك الثمن ...هنالك الكثير والكثير من القضايا والمشاكل و والأزمات والظواهر السلبية والأخطاء في المجتمع .. ليس على مستوى الأفراد بل على مستوى الوطن بأكمله.. فنحن أمام تطورات تاريخية وانتصارات عظيمه يجب الحفاظ عليها ..مع الحذر والانتباه من تواجد بعض الحناتيش التي قد ربما يتفاجأ البعض بظهورها في أماكن متفرقة وجبهات متنوعه وقد ربما تكون متواجدة في بعض المحيطات والمنحدرات الجبلية ... لا اعتقد أن الجميع سيقف عاجزآ عن الحلول أو المعالجات أو التخفيف من انتشار الأخطاء والسلبيات في المجتمع قبل أن تعبث بالواقع المحيط فنغرق جميعا .. نأمل من القيادة الحكيمة وأصحاب العقول السليمة في مجلسنا الانتقالي الموقر الى وضع الحلول والمعالجات .. ويجب على القيادة أن تسير بخطوات متوازنة وتركيز عالي مع التميز بين الخطأ والصواب على مستوى الماضي والحاضر فالأشخاص القياديين الرائعون هم من يعرفوا أخطائهم جيدا ثم يقومون بتصحيحها والوقوف أمامها وادراكها ومعالجتها .