من تخلى عن كنزه ، وخاطر بحياته ، وذهب إلى الموت برجله ؛ سعيا لإنقاذ روحك ، لم ولن يحرمك من وصال ابنته ، ف(بالا) قد خلقت لك ، وهي جنتك ، ومستقر سعادتك. عثمان بيه ، هوّن على نفسك ، فأديب علي عنك راضيا ، ولخطبتك موافقا ، فرحته بطلبك كانت ظاهرة بين قسمات وجهه ، ومعرض حديثه، لكن ربما العادات لا تسمح له بذلك ، خصوصا أنّ رسولك إليه امرأة ، وفي الكائي مئات الرجال غير دوندار.
أو أنّ المهر باهظ الثمن ، فرفض الطلب ، وارتأى عدم المناسبة ، كي تثبت له الكفاءة بفتح قلعة هيسار ، وجز رؤوس الكفر كصوفيا ويانيز وجندهم.
ليس لعثمان أن يحزن ، وقد رغب بمصاهرة الكبار ، فالرجال تقدر أمثالها ، وقد يُؤتى ب(بالا ) عروسا ، في قابل الأيام ، تيقن عثمان أن فرحة ابنة عمك ( أيجول ) حين تسمع بالأمر لم يدم وقتا ، ولن يكون إطلاقا مرجعك إليها .
تصبر يا عثمان ، ولنرى معا ماذا يريد عمك ، فإنّ جحد طلبك ثانية ، فسنأخذ لك (بالا) بحد سيفك ، فأيم الله لو أردت بنا وبامسي وسامسا البحر ، لأجتزناه معك.