* الاهداء الى مجدي ثمة كلمات لها موسيقاها الخاصة وطعمها اللذيذ في لسانك ، تشعر انها خليلة تتواطأ معك لتهريبها في رحلة بحرية سريعة ، متحررة من كل العقد والنقائص ولاتخشى انتشار الشائعات عن علاقتكما المريبة .
وكلمات اخرى تحتاج الى ان تطعمها وتسقيها لتسمن وتصبح لها قامة فارعة ومرئية ، مصابة بالتأتأة ، لابد ان تواظب على جلساتها في المصحة حتى تستعيد صحتها
واحيانا تكون الكلمة من النوع الراقي ، ترتدي فستانا انيقا وعاريا ، تسريحة شعر مختلفة ، ترقص وترقص حتى تدوخ ، برجوازية لعينة تريد منك ان تدللها على مدار الساعة ، لكن ليس لها تاثير بالمحصلة سوى بعض الدهشة التي سرعان ماتنطفيء .
وقد تكون هناك كلمة صعبة ، غامضة تحب الانطواء والعزلة تحتاج ان تبحث عنها في السراديب المظلمة ، تستدعيها لتعرف امكانياتها ، لتطلع عن كثب على ملامحها ، احلامها ، اهدافها ..تخوض معها امتحان عسير لتفكيك حروفها واعادة لصقها .
الكلمة الباهتة المكررة مرهقة للاعصاب ، لكثرة ظهورها على المسرح وارتيادها الشارع والازقة الضيقة ، تعود الى المنزل متسخة الملابس ، لاتحب الموسيقى ولا الالوان ، باردة الى حد التجمد ، تدعي التقوى والالتزام وتفرط في التكرار ..تطلي وجهها بالمساحيق الرخيصة وتعود للهاث في الشارع .
بينما الكلمة العارية الوقحة الفوضوية تكتسب روعتها وجمالها من مغايرتها للرتم السخيف وشبقها في صنع المفاجات ورفض الواقع والتمرد عليه ، هي ذبحة صدرية للواقع .
لكن الكلمة التي تفوز بقلوبنا في الحلقة الاخيرة هي من تخيط حروفها رداء ساتر للوطن وترش عطورها لتستيقظ القيم من غفوتها وتنتعش ، وتبتسم للفقراء والمحرومين ، وتطلب الحقيقة ..كل الحقيقة