في بداية العام 2012م كانت آمال وتطلعات أحرار فبراير تعانق السماء ونسمات فجر الحرية تهب عبيرا صادقا تداعب الوجوه الثائرة وتبعث فيها همة تناطح الجبال الرواسي رغم سلميتهم وصدورهم العارية . كان فبراير 2012 م يمثل انتقالة كبيرة في مسار تحقيق أهداف الثورة والتي من أبرزها التداول السلمي للسلطة . وكان لتحقيق التداول السلمي للسلطة تحديات عظام دونها خرط القتاد. كانت مرحلة شديدة الخطورة . احجم عن أخذ زمام المبادرة فيها جميع القيادات السياسية البارزة والتي كان يعول عليها الشعب آمالا كبيرة . المرحلة كانت تحتاج شخصية استثنائية .. صالح ودولته العميقة . الحركة الكهنوتية واطماعها التي لا تنتهي . قوى الانفصال المدعومة من إيران. القاعدة والجماعات المسلحة التي ظهرت في جسد الوطن كالسرطان الخبيث. كل هذه كانت أشبه بكلاليب تنهش في الجسد الوطني . ثم انبرى فارس الوطن . المارشال هادي ليكون رجل المرحلة . أيام لا تنسى . كنت انا عضو اللجنة الفنية التي أشرفت على الانتخابات في محافظة أبين. التي وقفت رغم جراحها لتقول نعم لانتخاب هادي رئيسا . كانت أبين في هذا التاريخ 21فبراير 2012م تكتسي ثوب الحزن فقد كان نصف سكانها يعانون النزوح بسبب حرب القاعدة والتي سيطرت على عاصمة المحافظ. زنجبار وكذا مديرية خنفر .وايضا كانت القاعدة حينها تحاصر مديريتي لودر ومودية . أبين المكتسية بثوب الحزن .خرجت للوفاء لابنها البار هادي . وكان مقرر لأبناء زنجبار وخنفر ان يصوتوا في مراكز الانتخابات في محافظة عدن . وفي مشهد وطني بهي كان أبناء أبين يخرجون بحشود كبيرة من مخيمات النزوح للإدلاء بأصواتهم رغم أن عصابات الانفصال المدعومة من إيران كنت تمنع الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع . وفي موقف لن أنساه أبدا. كنت ذاهبا لتفقد المركز الانتخابي في ملعب 22 مايو . وكانت العصابات المسلحة المدعومة من إيران تقطع الطرق وتمنع وصول الناخبين . امرأة من أبين سمعتها وهي مصرة على الوصول إلى المركز الانتخابي وكان أحد المسلحين يأمرها بالرجوع او سيطلق عليها النار . قالت له وبكل عزة .والله لن يمنعني من انتخاب عبدربه غير الموت . وكان المسلح يصرخ فيها ارجعي يا حرمه وهي مستمرة في طريقها إلى المركز الانتخابي . فاطلق المسلح الرصاص في الهواء لتخويفها . لكنها واصلت طريقها غير عابئة بتهديده ولا رصاصات الغدر التي كان يطلقها ... وتكررت هذا المشاهد رائع لرجال ونساء كسروا حواجز الغدر التي أرادت إفشال الانتخابات . في المحافظات الجنوبية كانت العصابات المسلحة المدعومة من ايران تقوم بهذا الدور .وفي المحافظات الشمالية كانت قوات الأمن المركزي هي من تعرقل وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع. لكن ثوار واحرار فبراير في عموم الوطن ومعهم المواطنون الحالمون بيمن موحد وآمن ومستقر كانت لهم كلمتهم وكان لهم موقف جبار سطر في ذاكرة التأريخ بأحرف من نور الحرية . ونجحت الانتخابات . وبشكل مذهل .حيث حصل الرئيس هادي على ما يقرب من سبعة مليون صوت . بينما حصل صالح في انتخابات 2006م على أربعة مليون فقط . وفي الذكرى الثامنة لانتخاب المارشال هادي رئيسا توافقيا للجمهورية اليمنية. فاننا نجدد العهد والولاء للرئيس هادي .وماضون خلفك نحو اليمن الاتحادي الأمن والمستقر . فسر بناء أيها الرئيس وعين الله ترعاك. عبدالعزيز الحمزة الجمعة 21 فبراير 2020م