(والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالاتعلمون...)... الجمال للنقل الثقيل وما أشبهه .. البقر وتحديدا الثيران حراثة الأرض . حدث في اليمن أن أعفيت الثيران من مهمتها إلا فيما ندر (والنادر لاحكم له) ، وأسندت مهمة الحراثة للحمير برمزيتها السلبية ، وأدائها الهزيل مقارنة بالثيران ، وبركتها المعهودة.. هذا الأداء الهزيل إنعكس سلبا بالطبع على الناتج القومي للبلد من المحاصيل الزراعية بمختلف صنوفها..أدى ذلك إلى أنخفاض الصادرات وزيادة الواردات في المجال الزراعي . ولأن الواردات الزراعية مرتفعة السعر مادفع الحكومة لدعمها من الخزينة العامة.. تزامن ذلك مع عزوف لدى صناع القرار وأساطين السياسة في البلد مشابه لتلك الحالة الشعبية في الانحدار نحو الأسوأ في مايتعلق بالأرض والزراعة، حيث مال وبشكل ملفت مزاج النظام السياسي إلى استنساخ تلك التجربة وذلك باستخدام وتعيين النسخة الأسوأ والأردأ لإدارة البلد في جميع المجالات ..... مستغنين عن الأخيار ، والخبرات ، والكوادر ، والكفاءات ، من العيارات الثقيلة... ليتها تقف هنا وحسب ،،، بل إن هناك اصطفاءً عجيبا لفصيل قدخرج عن الخدمة في النسخة الأسوأ.... و هذا الفصيل هو من يتم منحهم الثقة بشكل كبير وبلاحدود.. مع أنهم عندالمهام الصعبة . والسهلة ، غيرقادرين على تقديم أي شيء. ... إنما يحضون بالدعم. والموازنة . والاعتمادات ، والجوازات الديبلوماسية ، والعلاج ، والدراسة ، والصرفيات ، والتأمين ، وغير ذلك ،.... البلد تسير بهذه القافلة... وعندكل نازلة ، وفاجعة تحل.. وطبعا البلد عرضة للنوازل والفجائع في عهد هؤلاء.. يتم الاستعانة على استحياء بالنزر اليسير من إمكانات النسخة الأفضل ذات الخبرة والبركة ... طبعا وبشكل محدود وكعمل تطوعي. ليس إلا..... هذا يذكرني بصاحب البلاد (أبوهادي) رحمه الله ... حيث كان يجمع الحمير الخارجة عن الخدمة، والسائبة ،في الأودية والقفار..... فيقوم على خدمتها ، ورعيها ، ورعايتها ، وتقديم الأعلاف التي بحوزته لها ، ويسقيهاالماء ، ويحافظ عليها طوال العام....... حتى إذا حان موسم حرث الأرض،،،،،، ينتظر جيرانه في القرية إلى أن يكملوا حرث أراضيهم ، ثم يستعير حمارا صالحا ، وقادرا ، ليحرث تلك الجربة التي يملكها... وراجيا أن يكون الحمار مصحوبا بعلفه لذلك اليوم .. طبعا.. كي لا تتأثر ميزانية الحمير التي يتبناها...... رحمك الله أبا هادي.... لست وحدك... لقدحذى حذوك الكثير والكثير ، وأصبحت هوايتك تلك برنامجا رسميا لدولة،،، وربما لدول أخرى لاحقا......