مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاشت فلسطين حرة عربية في ظل الصراع العربي الاسرائيلي
نشر في عدن الغد يوم 01 - 03 - 2020

أن جذور الصراع العربي الإسرائيلي، والتوتر السياسي والعسكري والنزاعات بين عدد من البلدان العربية وإسرائيل، مرتبطة في ظهور الصهيونية ‌والقومية العربية قرب نهاية القرن التاسع عشر، مع استمرار الصراعات والنزاعات التي بلغت ذروتها خلال القرن العشرين، ويرجع جذور الصراع العربي الإسرائيلي إلى دعم الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية للفلسطينيين ..
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر، عنوانٌ توارثياً أباً عن جد، قلب الأمّة العربيّة النّابض وتاريخها المجيد ولها مكانة دينية عند جميع المسلمين على كوكب الأرض ..
ومنذ العصور اهتم الإسلام بهذه الأرض المقدسة لأنها أرض الرسالات السماوية ومهد الأنبياء وهي أولى القبلتين التي توجه إليها المسلمون، وأسرى الله سبحانه وتعالى برسولنا عليه الصلاة والسلام، إلى المسجد الأقصى في فلسطين ..
لم تكن مجرد شعار ننطق به، بقدر ما هي رؤية ورسالة وحقيقة ومنهجا، لكل من يهمه الامر، مع كونها شعارا الى ان كونها رسالة حياة، نؤمن بها وبكرامتها في الوجدان وخاصة ونحن نقرأ صورة التراجع والانحطاط التي سيطرت على الأنظمة الرسمية العربية في علاقتهم بفلسطين، وبقدر رضوخهم وحيادهم مع اهداف الامة في فلسطين ببعد انحيازهم لصالح الحق التاريخي للامة، وفي الوقت الذي ذهب فيه كثيرون لادارة ظهورهم لفلسطين وقضيتها ..
وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر، والذي يعزى بدوره إلى الصعود المتزامن للصهيونية والقومية العربية قرب نهاية القرن التاسع عشر ، على الرغم من أن الحركتين الوطنيتين والتي لم تصطدم حتى العشرينات، ففي عام 2002م، عرضت جامعة الدول العربية الاعتراف الشكلي، بإسرائيل من قبل الدول العربية كجزء من حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في مبادرة السلام العربية، التي أعيد تأكيدها منذ ذلك الحين، إلى تطبيع العلاقات بين المنطقة العربية وإسرائيل، في مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وتسوية عادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين القائمة على قرار الأمم المتحدة 194 ..
ففلسطين لم تكن مجرد ارض عربية، على اهمية مثل هذا التوصيف، في وعي الشعوب العربية التي ليس لها في الحكم والأنظمة اللهشة في منهاج حياتهم، بل كانت امتحان الامة، وشرفها، والتعبير عن صورتها وموقفها في مواجهة الامم والشعوب ..
وفي 23 سبتمبر 2011، قدم الرئيس محمود عباس باسم منظمة التحرير الفلسطينية طلبا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وقالت إسرائيل إنها تعمل مع الولايات المتحدة لمنع محاولة الفلسطينيين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهي خطوة من شأنها أن تحقق اعترافا، وفي 29 نوفمبر 2012، منحت الجمعية العامة فلسطين مركز دولة غير عضو لها صفة مراقب في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
فعندما بدأ اليهود عام 1948م، بالتسلل إلى ارض فلسطين واحتل جزءاً منها، والتوسع الاستيطاني ثم عام 1967 وقعت القدس بأكملها تحت الاحتلال الإسرائيلي، على أثر العدوان الوحشي الغاشم، ومن المعروف أن الغاية من حصار القدس الشريف وتلك محاولة يائسة من الكيان الصهيوني لطمس المعالم الإسلامية لفائدة أسطورة ملفقة تزعم أن هويتها يهودية، ولم يكتف المحتل الإسرائيلي باقتحامه للأقصى الشريف المتكرر بل أشعل النيران فيه ودنس المستوطنون المتطرفون حرماته ..
وحين نذكر إسناد المواقف العربية المشرفة وواجب كل قوى الأمة وجماهيرها منذ انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني حول مختلف القضايا الراهنة، وفي ظل ظروف سياسية غاية في الدقة والصعوبة، ورحيل أمينها العام ..
ماذا تعني لكم كل مناسبة؟ وكيف ترون المستقبل؟
فقبل أن تكون مناسبات لتنظيم هي مناسبات وطنية كنا نغتنمها من أجل تجديد العطاء لقضيتنا الفلسطينية والالتزام بحقوق الشعوب وهي بالنسبة لنا في الجبهة مسيرة من التضحيات نتذكر بها شهداء الجبهة والمعتقلين والجرحى الذين ضحُّوا بدمائهم الزكية من أجل القضية الفلسطينية، ومن أجل تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة، ونقف لهم إجلالاً وإكراماً لكل شهداء شعبنا وثورتنا وأمتنا العربية الذين قضوا على طريق التحرير والعودة ومن خلال رؤيتنا لهذه المسيرة لشعب فلسطين العظيم، وكواكب الشهداء والعطاءات والتضحيات المستمرة عبر كل إنتفاضة متجددة والمقاومة المستمرة نرى المستقبل الذي بشر بتحقيق انتصارات متتالية، نتيجة مأزق الأعداء وما أدت إليه نتائج الانتفاضة المتجددة والمقاومة المستمرة من عدم استقرار أمني وسياسي واقتصادي للعدو ..
ففي ظل الانصياع الكامل للإملاءات الأمريكية وتراجع الالتزام القومي تجاه القضية المركزية من قبل معظم الأنظمة العربية، لازلنا متفائلون بتحقيق الانتصار لشعبنا العربي الفلسطيني بعد كل هذه التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العظيم وجزءاً ماقدمته جبهة النضال الشعبي من هذه التضحيات لأجل تحقيق الأهداف الوطنية والتاريخية ..
ونعود قليلا إلى تجارب الماضي وانسحاب المستوطن من أي جزء من الأراضي الفلسطينية يأتي بفعل المقاومة والانتفاضة ونتيجة المأزق الذي كان يصل إليه العدو ولكن حاول العدو حينها من خلال خطة شارون أن يقوم بترتيبات تخدم أمنه ومخططه في الوقت الذي كان يستمر به في بناء جدار الفصل العنصري وضم أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية وإلحاقها للمستوطنات لهذا طرق الكثير من الشرفاء وحذر من أي ترتيبات أمنية أو الانسياق أو الرضوخ للترتيبات الأمنية الإسرائيلية ..
وحين كانت تشهد الساحة الفلسطينية حراك لإعادة اللحمة إلى منظمة التحرير الفلسطينية وسعي بعض الفصائل للانضواء في مؤسساتها والتي وصلت الى جهود الوحدة الوطنية لأجواء وعلاقات داخلية فلسطينية إيجابية، وجرت حوارات كثيرة خلال تلك الفترة الماضية في رام الله وغزة والقاهرة ودمشق وهذه الحوارات والاتصالات التي جرت بين مختلف القوى ساهمت في التقارب الكبير الذي حصل بين الفصائل الفلسطينية وفي ضوء المراجعة للمسيرة السابقة، حيث كان المثير يعتقد أن الحلقة المركزية في الجهود المبذولة للوحدة الوطنية الفلسطينية هي العمل لإعادة إحياء وبناء مؤسسات على أسس سياسية وديمقراطية صحيحة تستند لبرنامج الانتفاضة وخيار المقاومة على أن يشارك في تلك المؤسسات كل القوى والتيارات الفلسطينية الملتزمة لذلك البرنامج بعد إجراء إصلاحات سياسية وتنظيمية تضمن الالتزام بحقوق شعب فلسطين ومتابعة تنفيذ برنامج الانتفاضة، وتنهي حالات الإحباط والاستسلام والفساد لدى قيادات عديدة على رأس منظمة التحرير الفلسطينية وفي داخل مؤسساتها ..
حيث كانت المعارضة الفلسطينية أبدت تجاوباً نسبياً على صعيد بذل الجهود لإعادة اللحمة، والمطلوب حينها من الشهيد والرئيس الراحل ابو عمار وحركة فتح باعتبارها حزب المنظمة والسلطة الحاكمة أن تحسم أمرها باتجاه خطوات جادة لإعادة بناء على أسس صحيحة ..
ان الشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية وفلسطين جزء من الوطن العربي وهي القلب النابض في هذه الأمة في ظل سياسة التخاذل والانهيار والتواطؤ لمعظم الأنظمة العربية ولا يمكن أن يتم تحرير فلسطين إلا من خلال الالتزام بالعمق القومي ولذلك كنا نؤكد على الترابط بين النضال الوطني والنضال القومي العربي وإذا كانت الأنظمة العربية تراجعت عن شعارها السابق بأن قضية فلسطين هي القضية المركزية لأمتنا فإن جماهير أمتنا العربية ترفض هذا التراجع وتؤكد التزامها القومي بالقضية الفلسطينية وكانت عوامل القوة في أمتنا كبيرة في مقدمتها المقاومة الوطنية والقومية في بلاد الشام والرافدين، والتي أربكت وتربك أعتى دولة إمبريالية في العالم بصمودهم والتي تمثل عامل قوة أساسي للقضية الفلسطينية ولقضايا أمتنا إضافةً إلى دور لبنان المقاوم وقوى أمتنا التي كانت حية وملتزمة بقضية فلسطين وموقف الصمود والمواجهة للمخطط الأمريكي الصهيوني الجديد في المنطقة ...
ومن خلال التجارب المتعددة السابقة لخطة شارون وتشكيك بودور أطراف عربية في الترتيبات وهذا ماصرح به رئيس الوزراء نتنياهو في كلمة له بمؤتمر لرؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية بالقدس المحتلة "أطوّر علاقات سرية مع دول عربية وإسلامية غير ثلاث دول، وحيث قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط، جوزيف، مبينًا أنه لربما يريد من تلك التصريحات أن يُشكك الشعوب العربية في قياداتها، وسبق أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي زار سلطنة عمان، إقامة بلاده علاقات مع ست دول عربية على الأقل، مشيرا إلى أن وتيرة التطبيع مع الدولة العبرية تتقدم وتأخذ منحى تصاعدياً، وقال إن ذلك يحدث بفضل سياستنا التي تدمج بين القوة والمصالح المشتركة ورؤية واعية جداً ..
وهذا جزء من صفقة القرن، كما أن التطبيع مع إسرائيل ليس منطقيًا، إن لم يكن هنالك اعتراف رسمي من تلك الدول بدولة إسرائيل، وفي ظل استشراء حالة المفرطين والحد من ظاهرة المتعاونين مع العدو تكون من خلال دور لمرجعية موحدة، ولا ننسى رئيس الموساد الإسرائيلي والمسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير الذي زارا، قطر مؤخرا وبسرية تامة وبحجة مساندة ومواصلة الدعم لحركة حماس ونذكر مسؤولين عرب للمشاركة العربية بمؤتمر وارسو 2019م، وإجراء الترتيبات الأمنية الداخلية ومن خلال دور أمني لأطراف عربية ودولية في محاولة لوضع الشعب الفلسطيني مجدداً تحت الوصاية والانتداب والمخاطر التي تحملها تلك الخطة للبعد الأمني والترتيبات الأمنية التي يسعى العدو وأطراف دولية وعربية لفرضها ومحاولة خلق أدوات جديدة في السلطة تحت ستار توحيد الأجهزة الأمنية لإنهاء الانتفاضة والمقاومة، والذي استنكرة حركة المقاومة حماس للانسحاب من غزة وتلك كانت محاولة إسرائيلية جديدة من أجل تحويل القدس الشرقية عاصمة لإسرائيل، حيث تؤكد تجريم التطبيع لخطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي ترامب والتي باتت بالفشل...
فطرح الخطة الأمريكية للسلام للتطبيع مع إسرائيل من خيانة إلى ضرورة، والجدير بالذكر أن هذه التصريحات الأمريكية عن مبادرة السلام جاءت بعد فشل الإدارة الأمريكية في إقناع المجتمع الدولي بمشروع قرار أمريكي يدين حماس ..
ومشروع الطبيع يرفض أو يميع أو يتجاهل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيرة، والحقوق الفلسطينية تعني الحق في تقرير المصير، بما فيه حق اللاجئين في العودة والتعويض طبقا لقرار الأمم المتحدة 194، وكافة القرارات المتعلقة بعروبة القدس، وعدم شرعية الاستيطان ومصادرة الأراضي، وتهجير السكان بالقوة وتغيير الجغرافيا والديموغرافيا، وجوهر التطبيع كما أفهمه ليس مسألة شكلية، بل إنه في الجوهر تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والصهيونية وقبول بالمروية الإسرائيلية والصهيونية حول الارض والسكان، وهو يتضمن تخلي عن عرض المروية المناقضة للصهيونية والاحتلال ..
وسبق أن أعلنت القيادة الفلسطينية، وكذلك الفصائل مرارا رفضها لعمليات مصطلح التطبيع العربية القائمة، والتي استخدمها الإسرائيليون في ترويج فكرهم ورأيهم والولوج إلى عمق الآخر بكل سهولة ويسر، فمصطلح "التطبيع" من حيث المبنى لفظٌ رقيقٌ ورشيقٌ وأنيقٌ، يُعجب به كل من سمعه، ويظن به خير الظنون، لكنه من حيث المعنى فهو من المصطلحات التي ظاهره فيها الرحمة وباطن قبله العذاب ..
لذلك تتمسك السلطة الفلسطينية بمطلب إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، وأظهرت خلال السنوات الماضية مرونة كبيرة تجاه قضايا الصراع الأساسية، ومع ذلك رفضت إسرائيل جميع مقترحات السلام المقدمة، وعملت بشكل واضح على تقويض أركان السلطة ومؤسساتها، وخاصة في مدينة القدس التي صعَّدت إسرائيل مؤخراً من حربها على وجود السلطة فيها ..
وتشهد الساحة العربية مظاهر تطبيع، معلنة أو شبه معلنة، من قبل بعض الأنظمة العربية التي لا تربطها علاقات معلنة سابقاً مع الكيان الإسرائيلي، في ظل حالة من الضعف والصراعات التي تمر بها بعض الدول العربية، واستمرار الرفض الشعبي العربي للتطبيع ..
وهناك مظاهر عملية في التطبيع لا تخفى على أحد، ولعلها توحي بتلاقي الإرادة العربية الإسرائيلية على تجاوز حالة التطبيع غير المعلنة، حيث تزامنت مظاهر التطبيع العربي الإسرائيلي مع سياقات ودوافع تهدف إلى الدفع بعجلة التطبيع نحو الأمام بصيغ مختلفة، في ظل حالة من الضعف والصراعات العربية مع إيران، واستثمار الإدارة الأمريكية للخلاف العربي الإيراني من أجل إحداث مقاربة مع إسرائيل ..
فالتطبيع هو المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط، محلي أو دولي، مصمم خصيصا للجمع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بين فلسطينيين عرب وإسرائيليين، أفرادا كانوا أم مؤسسات، ولايهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال وكل أشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني ..
وأهم أشكال التطبيع هي تلك النشاطات التي تهدف إلى التعاون العلمي أو الفني أو المهني أو النسوي أو الشبابي، أو إلى إزالة الحواجز النفسية، ويستثنى من ذلك المنتديات والمحافل الدولية التي تعقد خارج الوطن العربي، كالمؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض التي يشترك فيها إسرائيليون إلى جانب مشاركين دوليين، وتهدف إلى جمع الفلسطينيين أو العرب بالإسرائيليين، بالإضافة إلى المناظرات العامة ..
كما تستثنى من ذلك حالات الطوارئ القصوى المتعلقة بالحفاظ على الحياة البشرية، كانتشار وباء أو حدوث كارثة طبيعية أو بيئية تستوجب التعاون الفلسطيني والإسرائيلي ..
وقد فرضت إسرائيل نفسها من خلال الحروب المتتالية ومن خلال انتصارات عسكرية منذ حرب 1948، وقد استغلت إسرائيل القرار الأمريكي الذي يلتزم بجعلها متفوقة عسكريا على مجموع جيوش الدول العربية، فإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك سلاحا نوويا في منطقة الشرق الأوسط ..
ومن جهة أخرى لم تقدم الانتصارات العسكرية لإسرائيل الاعتراف والشرعية كما لم تحل لها مشكلات المياه والاقتصاد والتجارة، فإسرائيل بحاجة للأسواق والانفتاح على المنطقة العربية إن الذي تريده إسرائيل من العرب واضح، قبول بها وقبول بنتائج انتصاراتها، بل وقبول باحتلالها للقدس ولفلسطين و قبول بها بصفتها إحدى أقوى الدول في الشرق الاوسط مستغلا ضعف الانظمة العربية لكن الاحتلال لا يزول فقط بفرق القوة و لكن بارتفاع الكلفة ..
حيث يعيش الفلسطنيون تحت قمع وإرهاب المحتل الأسرائيلي كل يوم أمام مرأى ومسمع العالم، فلا صريخهم له جدوى ولا جهودهم مثمر للحفاظ على حياتهم وممتلاكتهم من الموساد والمستوطن الصهيوني ...
وحين يزعم الإسرائيليون أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة يعتبر أمرا رمزيا، لكن المراقبين يؤكدون أن الخطوة تدخل ضمن خطة إستراتيجية لفرض الأمر الواقع على المدينة المقدسة وعلى الفلسطينيين. وقد اختارت الإدارة الأميركية ورئيسها دونالد ترامبالذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني لتقديم هذه "الهدية" للحليف الإسرائيلي.
وصدر قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، وحمل اسم "تشريع سفارة القدس 1995"، وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 أعلن الرئيس ترامب أن القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، وفي 14 مايو/أيار افتتح مبنى مؤقت صغير للسفارة الأميركية داخل المبنى الذي يضم القنصلية الأميركية الموجودة بالفعل في القدس، على أن يتم في وقت لاحق تأسيس موقع كبير آخر مع نقل باقي السفارة من تل أبيب ..
وكانت قضية القدس قد أحيلت إلى الأمم المتحدة بعدالحرب العالمية الثانية، وأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 بتدويل القدس، وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 1948 أعلن ديفد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، في حين خضعت القدس الشرقيةللسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو/حزيران 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي ..
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال مدينة القدس، فماذا يعني نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة؟
ان الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المحتلة يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية المتعلقة بالقدس، وهو تشجيع للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة السير في النهج نفسه، وقد كفلت قرارات الشرعية الدولية تجسيد قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى أن المدينة واقعة تحت سلطة الاحتلال ..
فنقل السفارة الأميركية إلى القدس يعني إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل كي تمضي في فرض سيطرتها الكاملة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، ودعم سياسة الاحتلال القائمة على التهويد والتهجير وضم الأراضي، وهو ما سيزيد من المعاناة اليومية للمقدسيين ..
وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2017م على رفض إعلان الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فنال موافقة جميع الدول الأعضاء في المجلس، باستثناء الولايات المتحدة التي استخدمت الفيتو ضد ..
ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين ..
ألم نعيشه كعرب ومسلمين منذ أكثر من 72 عاما مع المحتل الإسرائيلي، مضايقات للشعب الفلسطيني المجرد من السلاح، يُقتل ويُدمر وأيضاً يُصر المحتل الغاشم على مواصلة الاستيطان ويرفض كل القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ..
ولا زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم يستخدمون في غاراتهم أسلحة محرمة دولياً، مما يزيد عدد الشهداء من الأطفال والنساء في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وهذا يدل على مدى وحشية الضربات التي يوجهها الصهاينة وخاصة على المناطق المأهولة بالسكان بالإضافة إلى بث الرعب بين المدنيين العزل بما في ذلك الأطفال الأبرياء ولا سيما بقصف المدارس بهدف زرع الخوف في قلوبهم ..
رحم الله الشهيد القائد صدام حسين كان ينظر الى فلسطين باعتبارها بوصلة الوعي وبوصلة المجاهدين الذين يرفضون البيع والشراء، ويرفضون التنازل عن حق العرب في ارضهم المقدسة، وكان يتعامل مع كل القضايا السياسية، المحلية والعربية والدولية، بقدر قربها او بعدها عن فلسطين ..
حيث كان الشهيد صدام حسين اكثر الحريصين على فلسطين واهلها، واكثر الحريصين على وحدة نضال فصائل المقاومة، ذاهبا الى توفير كل ما تتطلبه مفردات صمود الشعب الفلسطيني على ارضه، قبل الانتفاضة المباركة واثناءها وبعدها ...
حتى رفاق الشهيد القائد صدام حسين وتلامذته لم يستغربوا وهم يستمعون اليه يردد شعاره المعروف، "عاشت فلسطين حرة عربية" وهو يقف على راس الفعل السياسي والنضالي في الحزب والدولة، وقالها وهو يقف على منصة المجد في طريقه الى الخلود، في الوقت الذي كان يواجه جلاديه، لانه كان يعرف جيدا ان موقفه من فلسطين هو الذي اغاظ جموع الاعداء، الصهاينة والفرس الصفويين واذنابهم، لذلك فقد ظل حتى اللحظة الاخيرة، متمسكا بالشعار الذي تحول الى منهاج حياة لدى البعثيين، حتى وهم يخوضون معركة تحرير العراق والدفاع عن عروبته ووحدته وسيادته، لان الدفاع عن العراق ذلك دفاع عن فلسطين، وان النصر الذي تحققه المقاومة العراقية الباسلة، كان نصر يدعم صمود شعب فلسطين ومقاومتهم الباسلة ..
رغم أن العالم يعرف تماماً من المعتدي في هذه القضية، وفي انشغال العالم العربي بالإرهاب الأسود الذي يسود في الشرق الاوسط، يستغل المحتل الإسرائيلي الفرصة ليحاصر المدن الفلسطينية بسياج زاعماً ومثل عادته بأن الكيان محاط بوحوش ضارية ..
ورغم كل الممارسات التي تخلّ بالاتفاقيات الدولية الإنسانية والتي يعانيها هذا الشعب الأعزل، ورغم وقوف معظم دول العالم إلى جانب الفلسطينيين، إلا أن المحتل الإسرائيلي لم يبالِ بل أصر على العدوان والوحشية والجرائم، ومعاناة الشعب الأعزل الذي يعيش تحت هذا الحصار منذ أكثر من 72 عام، وأصبح الشعب الصامد يواجه الأزمات في المعيشة الداخلية، بما في ذلك الفقر والجوع والقهر وانعدام كل وسائل العيش، وخاصة عدم توافر الأمن والاستقرار ..
وان ما يسببه الجيش الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون من انتهاكات وجرائم بشعة وهجمات وحشية إرهابية ضد الشعب الفلسطنيني الاعزل، والتي يسقط بها كل يوم شهداء وإصابات خطرة تستدعي الوقوف والتحرك بجدية من قبل المجتمع الدولي وبالأخص مجلس الأمن لتوفير الحماية الواجبة للمدنيين العزل بما تنص عليه أحكام القانون الدولي الإنساني ووضع حد لكل الجرائم التي ارتكبوها ومحاسبتهم ..
ستظل فلسطين من البحر الى النهر، اسما وقضية وشعارا ومعركة، حيث قدم شعب فلسطين الآلاف من الشهداء ومقاوما بالحجارة، مؤمنا بان الطريق الى فلسطين هي طريق الوحدة والحرية والخلاص من الصهاينة المغتصبين ..
وحتى لا تنسى الأجيال الحاضرة والقادمة، فكفى استهتاراً بقضية الشعب الفلسطيني، وليتحرك المجتمع الدولي في أسرع وقت، لإيجاد الحل والدعم اللازم وبجدية ..
وستبقى فلسطين كما عرفناها، وكما خلقها الله، حرة عربية، من النهر إلى البحر، ولتذهب أوهام المحتل الاسرائيلي وعملائه إلى الجحيم، لن نعترف بهذا الكيان الصهيوني المجرم، ولا بأي اتفاقات أو تفاوضات أو إملاءات، مهما كان الثمن . ....
حفظ الله فلسطين وحفظ شعبها العظيم المكافح الصابر ....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.