قبل اربعة أشهر تقريبا تعرفت على طالب سوداني مرسل من معهد كونفوشيوس بالخرطوم لتحضير اللغة الصينية بجامعة شاندونغ في جينان، وكلما ذكرنا الحرب ع اليمن تنهد واعتذر نيابة عن الجيش السوداني وشرح لي الخسائر التي تكبدها السودان في اليمن بسبب مشاركته في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، كنت اطبطب عليه واقول له مش مشكلة، قد يختلف الاخوة ويتفقوا اخيرا.. ولكن ما أثار دهشتي هو اني لما كنت اتحدث مع معلمة صينية وكانت تستفسر عن الدول العربية قلت لها اثنان وعشرون دولة وبدأت اعدد لها بعضا من تلك الدول وقلت اه نسيت السودان بلد هذا الطالب وأشرت إليه.. هي طبعا تفاجأت وقالت كنت احسبه غير عربي وقد قال لي ذلك بنفسه، سمع حديثنا وأقترب مني وقال من قال اني عربي!! انا افريقي أسود.. قلت له وليش كل هذا الانفعال؟ قال الى متى ستنسبونا الى غير أصلنا.. نحن لسنا عرب.. نحن أفارقة.. الا ترى لوني؟ بصراحة أنصدمت لاني كنت في بادئ الأمر اعتقده يمزح وسرعان ما أدركت جديته في الموضوع.. أنسحبت من مجادته وانصرفت. ومضت الأيام وكلما قابلت سودانيا في مدينة جينان الصينية سألته عن رأيه في هذا الشأن ولا أخفيكم ان كثيرا منهم تهرب عن الحديث في هذا، مما عزز لدي قناعة بأن رد ذلك الطالب يعبر عن وجهة نظر شريحة كبيرة في السودان ومع هذا قلت يمكن هؤلاء فقط محرجين في الصين ان يقولوا هم عرب بسبب الحروب الدائرة في بلداننا لذلك هذه وجهة نظرهم.. وقبل يومين قرأت مقالا منشورا على صحيفة رأي اليوم يتحدث فيها الكاتب العربي المخضرم عبد الباري عطوان عن موقف السودان في اجتماع جامعة الدول العربية والتحركات التي تقودها الحكومة السودانية بقيادة الجيش السوداني للأنسلاخ عن الوطن العربي والاتجاه نحو القرن الأفريقي والوقوف الى جانب أثيوبيا بشأن سد النهضة والتطبيع مع أسرائيل وأنصدمت لتلك المواقف.. ولكن ما صدمني أكثر وهو تعليقات المتابعين السوادنيين لهذا المقال، فماذا يجري في السودان؟