الأرجح أننا حينما نقول(عدن تحررت)،فلا بد أن نعتقد أننا كذابون. وغشاشون، ومداهنون، ومجاملون، ومرتزقة وخونة!!! والاحتمال الأقل : أننا نجهل الحقيقة. لماذا كذابون؟ لايجوز بيع السلعة إن كان في البيع غرر أو غش؛ هذه قاعدة. حينما نقول عدن محررة، فلا بد أن نضع بعدها توضيحًا!. تحررت من الحوثي، ومن الشرعية، هذه الشرعية هي التي حررت عدن من الحوثي. يعني ماذا؟ يعني تحررت من المحتل، ومن الذي طرد المحتل. المُحرِّر، والمحرَّر منه، كلاهما خرجا من عدن. إذا؛ عدن لم تعد لها صلة بعبارة عدن تحررت. لماذا لم تخبروا العالم أجمع، أن عدن انحسرت بعد مسافة وضاقت بعد اتساع، واختنقت بعد تنفس.. لماذا لم تخبروا العالم أن عدن كانت محررة من البلاطجة والنهابين والغاصبين.. وأصبحت محتلةً من باسطي الأراضي، والمتنفذين باسم الدولة والقانون، وأن الجرائم مع سبق الإصرار والترصد حصلت على نسبة كبيرة من التصويت، على مستوى الجرأة العلنية، والاستغلال الذاتي للمناصب الوطنية؟!. من يخبر العالم كله أن عدن وقوانيتها أصبحت تشابه إلى حدّ كبير، ولايةَ الفقيه، ونظام النازيين، وهيمنة القوة، وعنف الغابات؟!. عدن التي كان الجميع يحبها، ويشتاق إليها، صارت اليوم حكرًا، وسفرًا للعوزة والحاجة، لا للنزهة والنقاهة والسياحة. ثم ماذا؟ ثم: هل بعد هذا نستطيع القول: إن "عدن تحررت" أم عدن "تدمرت"؟!