لاننكر رابط الأخوة الذي يربط بين أبناء شعب الشمال وبين أبناء شعب الجنوب التي هي أخوة الإسلام وأخوة العروبة ، مثلهم مثل شعب أي دولة عربية آخرى ، ومثلها الروابط التي تترسخ بين أبناء شعوب الدول العربية الآخرى التي اساسها العروبة والإسلام ، وحتى لأ ياخذ دول التحالف ذنب الصراع القائم باليمن بين الشمال والجنوب الذي قد يفضي إلى كوارث إنسانية لاتحتمل ، يجب عليهم أن يظهروا الكينونة الموجدة بداخلهم التي يعرفونها حق المعرفة ولكنهم لايريدون إظهارها ، وهو أن الشمال غير وأن الجنوب غير ، وأن فرض التعايش في مجتمع واحد موحد بين الشمال والجنوب هو محور الصراع القائم بينهما ، وأنه لانهاية لهذا الصراع إلا بعودة الشعبين الشمالي والجنوبي إلى المصير السابق لكل منهما ، إلى ماقبل 22 مايو 1990 . من هذه الواقعية التي هي ؛ أن الجنوب غير وأن الشمال غير ، كانت الإنطلاقة للثورة الجنوبية السلمية الرافضة واقع 7 / 7/ 1994 الذي حاولوا أن يفرضوه بالقوة على أرض شعب الجنوب ، وكذلك إنطلاقة الثورة العسكرية في 2015 ، ومنها أيضا ظهرت وبرزت قيادات نضالية جنوبية كبيرة التي هي اليوم شريكة التحالف في حربهم ضد الحوثيين ، الذين استطاعوا أن يحققوا للتحالف انتصارات كبيرة ، وبتلك المفهومية أن الجنوب غير تكونت أيضا العلاقات والروابط الوثيقة بين الشعب الجنوبي وبين قياداته التي لايمكن فكفكتها او التشكيك بها ، وغير مقدور شراء تلك العلاقة المتينة بأهداف النضال الجنوبي لبيعها لجهات آخرى معادية للجنوب . أي تهورات تحاول إعادة فرض واقع 7/7/ 1994 على أرض الجنوب من خلال إلزام الطرف الجنوبي ان يرضى بتطبيق بنود أتفاق الرياض على عكس ما جاء فيها وبشكل يضر بسيادة الجنوب ، أو الضغط بمنع القيادات الجنوبية الموجودة في الخارج من العودة إلى أرض الوطن الجنوبي ، هنا تشتعل المشاعر الوطنية الشعبية القومية الجنوبية رفضا لمثل هذه الممارسات الخارجة عن لب الاتفاق ولمثل تلك الضغوطات المجحفة بحق قيادتنا الأحرار الذين لن يجدي معهم المنع أو الحبس كونه ليس في جوفهم مكان للعبودية والخضوع ، وهنا سيبرز دور البعد الوطني الجنوبي السياسي والعسكري الذي بفضل الله ثم بفضل ذلك البعد وتلك الرؤية التي بظهورها تبين قدرة قيادتنا في إمكانيتهم الحفاظ على سيادة الجنوب ومصالحه بشكل عام ، المتحدية اي ظروف وأي ضغوطات وأي تجاوزات ، التي لايكون مع الألتجاء إليها أي ضرر في مصالح الدولة قائدة التحالف وراعية اتفاق الرياض . الشمال غير والجنوب غير ، لهذا الحذر من أن يبني الأشقاء حلول المشاكل في اليمن على اساس طغيان الشمال على الجنوب ، ولكن يجب أن تكون على اساس أن الشمال دولة وأن الجنوب دولة ، إذا أرادوا فعلا من تلك الحلول حفظ سيادة أوطانهم ومصالحهم .