مفاجأة صادمة؛ الجزيرة والجنود على الحدود. موت على الحدود، خفايا التجنيد لليمنيين حمايةً للسعوديين ومنافذهم من هجوم الحوثيين. بجهود يمنية بحتة. قامت شبكة الجزيرة ببث هذا الفلم الاستخباراتي، والسري، والحصري، والذي استطاعت هذه القناة أن تبلغ العمق العسكري السري، في المعسكرات السعودية التي يشرف عليها مباشرة الأمير فهد،ولكن بجنود يمنيين. رغم الخلاف المتوتر والشديد بين قطر والمملكة، ورغم ارتقاء مكانة المملكة بمراحل كثيرة ومفاوز عديدة على دولة قطر؛ مكانةً وجلالةً واحترامًا ؛ هذا لو عملنا المقارنة.. إلا أن الجزيرة -ورغم كونها خصمًا واضحًا لدودًا-استطاعت-الليلة- أن تتجرد من العصبية الشخصية، لتكون في هذا البرنامج فائقة المهنية الفنية. أظهرت من القضايا ما يمكن تسميتها ووصفها بأنها "حقائق"،وذلك بربط القضايا بوثائق، أو شهود، أو تصوير للمشهد الحدودي كما هو. فكان التهميش والإذلال والاستعباد للجندي اليمني، وكذلك العبث بطرق وآليات السلك العسكري العام، سواء على مستوى التدريبات للجنود، أو آلية الترقيات والرتب العسكرية. وصفت المعاناة الكارثية، والآلام الحية، وصورت الكرامة اليمنية تداس بالأقدام، والحقوق البشرية والإنسانية يُكفَر بها ويُستهزأ بها، أمام الجند والمجندين والقادة والضباط والمفوجين والمندوبين.. وأظهرت مشهدًا دراميًا مؤثرًا للغاية، في طريقة الدفن التي تطال الجند اليمنيين المدافعين عن المملكة وحدودها وحقوقها وأموالها وأهلها.. فتتم المقابر الجماعية، ويحصل الدفن بالشيولات، والمحو لأثر القتيل، ولذكره وعلاماته.. فلا ينال أقل حقوقه، ولا أيسر مستلزماتهم بعد موته، سواء بحق أهله من رؤيته.. بعلمهم بمكان قبره.. وربما لا يدرون عن حاله أي شيء؛ سواء مات أو قتل أو اختفى أو أُسِر، أو غادر وما يزال على قيد الحياة. ختامًا هاهي الكرة في مرمى المملكة، والقيادات العسكرية والمندوبين إما لنفي هذا الفلم كاملًا، أو للصمت عنه، وبهدا تلحق المغبة والعار واللائمة على كل من رضي أن تداس الكرامة، وأن يُعبَثَ بالهوية اليمنية، والله المستعان!.