نعم لا تلعنوا كورونا ، فلقد أعاد هذا الوباء الفتاك البشرية كلها الى انسانيتها الى ادميتها الى خالقها، الى اخلاقها . ويكفيه فخرا انه اغلق جميع البارات والملاهي والكابريهات ونوادي المجون والرقص والشذوذ والقمار ودور الدعارة والبغاء . يكفيه انه جمع العوائل ثانية في بيوتها بعد طول تفرق وفراق . يكفيه انه دفع جميع المؤسسات الصحية الكبرى الى الاقرار بأن تناول كل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير ،علاوة على شرب الدم ، وبيع واكل ،والاتجار بالحيوانات المريضة والميتة مصيبة المصائب الصحية ،وبلاء على كل من يفعل ذلك . يكفيه انه علم البشرية كيف تعطس ، كيف تسعل ، كيف تتثاءب . يكفيه انه حول ثلث الانفاق العسكري حول العالم الى المجالات الصحية بدلا من العسكرية . يكفيه انه دفع وزارات ومديريات الصحة العربية الى حظر تدخين الشيش والابتعاد عن التدخين واغلاق كافيهاتها . يكفيه انه حد من الاختلاط المذموم . يكفيه انه اذاق وزراء ورؤساء دول بعضها كبرى ، وعرفها معنى الحجر والحجز وتقييد الحرية . يكفيه انه دفع الناس الى الدعاء والتضرع والاستغفار وترك المعاصي والمنكرات . يكفيه انه اذل المتجبرين واظهرهم بمظهر المتسول الوضيع . يكفيه انه قلل الى ادنى مستوى معروف من سموم المصانع التي لوثت اجواء الارض،قتلت غاباتها لوثت بحارها ومحيطاتها ، اذابت جليد قطبيها، غيرت مناخها ، وسعت ثقب الاوزون في سمائها واماتت الاحياء حول الكرة الارضية واصابتها بمقتل . يكفيه انه اعاد البشرية الى عبادته بدلا من عبادة التكنولوجيا التي صارت لمعظم البشرية ربا . يكفيه انه ارغم كبار المسؤولين في دولهم على اعادة النظر بأحوال السجون وأوضاع السجناء والمعتقلين ، واهمية تعفيرها وتعقيمها وربما اطلاق سراح السجناء منها بضمانات ايضا. يكفيه انه دفع قيادات كبرى في بلدانها على تقليل اجتماعاتها ومؤتمراتها وتجمعاتها واكاذيبها . يكفيه انه حد من مظاهر الشرك بالله وبدع الاستعانة بخلقه وضلالات التبرك بمخلوقاته من دونه سبحانه وصار الكل يجأر بالدعاء اليه متذللا له وحده من دون شريك بين يديه . ان ماتعيشه البشرية حاليا يشبه اجواء الحرب العالمية الاولى وانتشار الانفلونزا الاسبانية حين طغى الانسان وتجبر، وظن نفسه انه قد خرق الارض وبلغ الجبال طولا ، فكان لزاما أن يؤدب وبحضرة خالق الكون أن يتأدب . اليوم فقط ادركت عمليا كيف يمكن للبلاء الرباني وبأضعف جندي من جنده ان يكون خيرا للبشرية لا شرا لها . فلا تلعنوا كورونا لأن البشرية بعده لن تكون كما كانت قبله إطلاقا . ولا تنظروا الى نصف الكوب الفارغ ، وأهمها أثر اقفال دور العبادة ( وان كان شديد القسوة) ، بل انظروا الى نصف الكوب المعبأ ( الشديد الرحمة). (واصرف عنا برحمتك شر ماقضيت).يا ارحم الراحمين. وجهة نظر ،لربما تهدىء روع بعض النفوس المضطربة حاليا. ولرب ضارة نافعة ، وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.