سيدي الرئيس الاسبق لوطننا المدمر ارضا وانسانا علي ناصر محمد السلام عليكم .. وبعد ردا على مقالكم بعنوان "عدن زهرة البركان" في البدء اعترف لك وللقارئ الكريم باني لست على القدر الذي تمتلكه انت من ثقافة وسياسة وكياسة ،لكني كفرد من هذا الوطن الذي تتقاذفه النكبات واحدة تلو الاخرى .. ساعبر عما يجيش في صدري من الم لما آل اليه حالنا في هذا الركن القصي من العالم .. ذلك الالم الذي تزداد حدته ويتضاعف منسوبه كلما اطل علينا وجه احدى قياداتنا التاريخية خارج الوطن .. اتدري لماذا ياصاحب الفخامة ؟؟؟ لا اظنك تجهل سبب هذا الشعور الذي ينتابني وينتاب كل وطني شريف من ابناء هذه الارض .. ومع ذلك ساورد لك الاسباب في هيئة تساؤلات انا على يقين بانك تمتلك الاجابة عليها ولو على مضض فأقول : الم تكونوا ذات يوم يافخامة الرئيس انت ورفاقك في التنظيم السياسي ج/ ق قيادة لهذا الشعب ؟ الم يكن هذا الشعب سندا لكم وسدا منيعا لمواجهة الاعداء للدولة الوليدة ؟ ..الم يقدم لكم هذا الشعب آيات الولاء واعتبركم مفخرة له امام الاعداء قبل الاصدقاء فبنيتم من دمه وعرقه وتضحياته دولة يشار اليها بالبنان ؟ فهام بكم حبا حد العشق رغم ما اقترفته ايدي البعض من اخطاء بحقه .. لانه اعتبرها اخطاء مرحلة وانقضت ولن تتكرر .. فاعتبرتم صمت الشعب وتسامحه سذاجة وغباء ..بل ربما اعتبرتوه خوفا وجبنا .. فارتكبتم خطأكم الثاني بتصفية سالمين ورفاقه ومعهم ثلة من كوادر الجنوب المدنية والعسكرية .. وكان لكل واحد منكم موقفه الذي ينساه التاريخ من هذه الجريمة .. التي لا اظنكم تجهلون اسبابها ودوافعها وبررتم فعلكم بان هؤلاء انحرفوا عن نهج واهداف الثورة .. وصدقكم من صدق واحتفظ برأيه من كان مكذبا لطرحكم خوفا من بطش قواكم الامتية . ومضى الشعب يلعق جراحه حفاظا على ثورته ودولته التي بنيت بالعرق والدم والتضحيات مؤمنا بان القادم اجمل .. وهو كذلك بالفعل لولا نزواتكم الشيطانية وشطحاتكم المناطقية جميعا والتي اورت وطننا وشعبنا مورد التهلكة والخراب والدمار ليس لدولة ووطن بل ولاحلام اجيال عاشت وتعيش وستعيش هذه النكبة بآلامها وجراحاتها . فكانت نكبة يناير الدامي الذي لم نخسر فيها كوادرنا ورجالاتنا في كافة ميادين الحياة فحسب بل خسرنا فيها وحدتنا الوطنية كجنوبيين والتي تغد افضع واكبر خسائرنا في تاريخ دولتنا المعاصر .. وكانت النتيجة جيشين وشعبين وقيادتين ،وهو ماسهل للاعداء الانقضاض على ماتبقى من فتات الدولة . لتاتي البقية الباقية منكم لترمي بما تبقى من اشلاء شعب ودولة بين براثن الاعداء على طبق من ذهب تحت مسمى الوحدة كهدف وطني سعى الجنوبيون ونادوا به كهدف وطني وثوري لعشرات السنين .. فاذا بالحلم الجميل يتحول الى كابوس مرعب اذاق الجميع اقسى وافضع صنوف الالم والقهر والاضطهاد وهي امور عرفها ويعرفها القاصي والداني ولا اظنها تخفى عليك . ونتيجة لذلك وعندما بلغ السيل الزبى تململ الشعب الجنوبي معلنا رفضة للتبعية والتهميش والاقصاء او كما سموه ( الخبره) عودة الفرع الى الاصل بعد ان استحلوا دماءنا واستباحوا ارضنا وثرواتنا وكل مقدراتنا فاستكثروا على شغبنا ان يخرج مطالبا بالعدالة والمساواة في اطار تصحيح مسار الوحدة فقتلوا من قتلوا وسجنوا من سجنوا لاسكات صوت الشغب وانينه وهو ماعجل بظهور تيار الحراك الجنوبي السلمي والذي مهد الطريق له اطلاق دعوة التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب ،بينما كنتم جميعا تلوذون بالصمت المطبق ازاء مايتعرض له اهلكم واباءكم واخوانكم وابناءكم في ساحات التضال السلمي .. وفي وقت كان فيه شعبكم ووطنكم في امس الحاجة اليكم والى اصواتكم المسموعة للعالم ان نبستم ببنت شفه ..ولكن لاخياة لمن تنادي . وعندما اشتد عود الثورة السلمية كانت هذه الثورة بحاجة الى من يقودها ويوجهها وينقل صوتها للعالم الحي وكانت الامال معقودة عليكم جميعا لتحمل هذه المهمة خصوصا وان شعبكم قد حاول تضميد جراحه بنفسه وتصالح ابناءه وتسامحوا فيما بينهم معلنين بداية مرحلة حديدة من التوحد والاصطفاف في خندق المواجهة، فكنتم انتم كقيادات تاريخية القشة التي قصمت ظهر الثورة السلمية الجنوبية،ليس بخذلانكم لها وحسب بل انكم قد تجاوزتم ذلك باعادة تقسيم الثورة والثوار وهو مايعني انكم في حين استوعب شعبكم متغيرات المرحلة وظروفها ومتطلباتها ابت عقلياتكم استيعاب مااستوعبه شعبكم . وفي الوقت الذي تصالح فيه ابناء شعبكم مع بعضهم لتضميد جراحاتهم ونسيان الماضي المؤلم الذي كنتم سببا رئيسا في صنعه ابت نفوسكم المريضة المتغطرسة هذه الفكرة بل وتجاوزت ذلك الى تصدير الانشقاقات والانقسامات بالمال حينا وبالافكارالمريضة احيانا اخرى . افبعد كل هذا تاتون لتتباكون على عدن وتندبون حظها لماحل بها من نكبات ياصاحب الفخامة ؟؟؟ سيدي الرئيس : اننا كوطنيين كجنوبيين نؤمن بحق جميع الجنوبيين في وطنهم الجنوبي مهما بلغت خلافاتنا طالما لم يسفكوا دما او ينتهكوا حرمة بعد اعلان مبدأ التصالح والتسامح ونؤمن ونسلم بان الجنوب يتسع لجميع الجنوبيين لكننا في الوقت نفسه نرفض ان يكون احدنا او جماعة منّا مطية اوجسر يمر منه المحتلون بعد ان دفعنا مهجنا وفلذات اكبادنا ثمن للتحرير واستعادة الكرامة والدولة التي نحلم باستعادتها قريبا . لذلك فايدينا ممدودة قيادة وشعب لكل اخواننا الجنوبيين في الداخل والخارج على مختلف انتمائاتهم وتوجهاتهم ليجمعنا جميعا مبدأ عدالة قضيتنا وحقنا في استعادة دولتنا وتقرير مصيرنا . فهل ستتصالحون وتتسامحون مع انفسكم وشعبكم وتضعوا ايديكم بايدي شعبكم وتعملون على لملمة الشمل وتوحيد الصف والكلمة ،ام انكم ستظلون منتهجي طريق الخذلان لوطنكم وابناءكم واهلكم وحينها لن تكونوا يافخامة الرئيس بمنأى عن تغذيب الضمير ،كما انكم لن تكونوا بمنأى عن لعنة التاريخ والاجيال المتلاحقة التي ستظل تلاحقكم الى ابد الدهر ، واعلموا ياصاحب الفخامة ان ظروفنا العصيبة التي نمر بها لاوقت فيها للتباكي والاسف والندم بقدر ماهي محتاجة الى العمل ورص الصفوف وتوحيد الكلمة وتصحيح الاخطاء التي لاجدال في انها تكتنف نشاط ابناءنا مدنيين وعسكريين لمايفتقروه من خبرة كان الاحرى بكم جميعا ان تقفوا بجانبهم كمرجعيات تمتلك الخبرة لتندون بها ابناءكم لتكون خاتمة طيبة لكم مع اهلكم ووطنكم ،فهل انتم فاعلون؟؟؟