منذ فترة ليست قصيرة وصلت الدول الكبرى الى مرحلة من الغطرسة والكبرياء والتجبر ولسان حالها يقول : نحن قادرين على أن نعمل ما نشاء ولا احد يقدر علينا ! فرأى الناس ماذا فعلوا في دول العالم الفقير بداية من فلسطين ومرورا بالعراق الذي دكت مدنه فوق روؤس ساكنيها حيث مثلا لا زالت كثير من جثث ضحايا الموصل تحت الأنقاض وليس نهاية ببراميل بشار المتفجرة التي قتل وهجر بها أكثر من نصف شعبه ورأينا اطفال سوريا يخرجونهم من تحت الانقاض وهم يقولون انهم سيخبرون الله بكل شيء وكنا على ثقة ان انتقام الله قادم لا محالة ولن يتإخر فقد كان العالم يتفرج ويمنح بشار ضوء اخضر لمزيد من المجازر. وهكذا كانوا يعبثون بالدول الفقيرة ويتأمرون على تفتيتها وتدمير دولها والعبث بأمنها وسرقة ثرواتها وينشرون لأجل كل ذلك "فوضاهم الخلاقة". كانوا يتوقعون ان يسلط الله عليهم بأسهم بينهم لهذا كانوا في سباق دائم لتصنيع أكثر الأسلحة دماراً ولتحديث ترساناتهم الفتاكة .. فماذا حدث ? لقد أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ولم يخطر لهم على بال فأرسل لهم اضعف واصغر مخلوقاته تحقيراً لهم وتحدياً لتقنياتهم وتطورهم وانسانيتهم التي زعموا فرأينا أن كل ذلك صفرا أمام قدرة الله وجبروته حتى إنسانيتهم التي كانوا يتشدقون بها سقطت منذ الأيام الأولى ورأينا المانيا وفرنسا تتجاهل وتتلكأ في نجدة ايطاليا شقيقتهم في الاتحاد الاوربي وتبخل عن مدها بأرخص المواد الطبية كالكمامات والأمور تنذر بأزمة سياسية جديدة داخل منظمومة الاتحاد الاوروبي حيث شاهدنا مقدمات ذلك في تصريحات القادة الايطاليين المتشنجة والمثخنة بالجراح بسبب تقاعس الاوروبيين خاصة عن نجدتهم وصلت لدرجة قيام بعض المشاهير وبعض الايطاليين بأحراق علم الاتحاد الاوربي. كل ذلك نقطة في بحر الآتي فاليوم يدرك الجميع بما فيهم قادة الدول أن ما قبل كورونا ليس كما بعده وتعلم الدول المتضررة أن وباء كورونا اذا طال امده يعني شيء واحد وهو انهيار اقتصادي مؤكد وربما انهيار نظم سياسية ودول وتشرذمها او حتى دخولها في عصر الفوضى واللادولة وربما تكون حادثة انتحار وزير المالية لمقاطعة المانية مؤشر جلي لرجل يقرأ المستقبل جيدا ولهذا ايضا ترفض الولاياتالمتحدة فرض حجر صحي مثلا على مدينة المال نيويورك لأنها تعلم أن ذلك يعني انهيار اقتصادي وشيك سيما اذا علمنا ان اكثر من 3 ملايين امريكي فقدوا وظائفهم مثلما تبخرت مئات مليارات الدولارات في أعظم خسارة يشهدها القرن الحالي ونحن لا زلنا في بداية الأزمة. اذن الانهيار قادم لا محالة فماذا بعد ? حسناً يجمع كثير من قراء الناريخ ان الامبراطوريات الكبرى للخروج من ازماتها الاقتصادية المدمرة تلجأ الى أستعمال ورقتها الآخيرة وهي شن الحروب للسيطرة على الموارد والثروات. الأيام والشهور القادمة حبلى بالمفاجأت ويبدو أن هذه السنة ستكون سنة محورية للعالم كله وربما سنكون على موعد لأعتلاء التنين الصيني كقطب وحيد ومسيطر على العالم مالم تشن امريكا حربها الآخيرة للحيلولة دون ذلك.