لا يزال عداد الظعائن والمعارك الجانبية كل يوم في ازدياد عند أصحاب القضية والأرض، بينما العدو لديه معركته الواحدة معنا. نتوءات وتقيوآت يوميا بدوافع ثأرية وثورية ومناطقية، يأتي شخص ما بحسن نية أو (مدفوعا) ليسجل موقفا لتتوالى الردود والردح واستدعاء داحس وغبراء (أنتم أدخلتموهم الخيام، وأنتم سلمتم لهم السلاح والدولة) ويكون العدو المستفيد من هذه المعمعة، بل ومشارك ومستنفر فيها. شخصيا لا أحبذ طريقة الاصطفاء تحت اللافتة المسورية-العسلية لقناعتي أنها مجرد لافتة مهترئة كمثيلاتها من اللافتات، وليقيني أن اصطفاق الخنادق والبنادق في الداخل هو أنجع وأمضى من اصطفاف نشطاء الفنادق. إذا لم يهزم ويكسر المشروع الحوثي فلن يكون هناك أي يمن، لا اتحادي ولا وحدوي، ولا خالتي، ولا حتى مناطقي أو عنصري، ولا ساحل ولا جنوب ولا شرق، بل حوزة إيرانية لا تختلف كثيرا عن قم. كل من يقاتل الحوثي فوق أي أرض وتحت أي سماء فهو زميل معركة مقدسة ورفيق سلاح لواحدة من أعظم المعارك الوجودية والتحررية في تاريخ البشرية. لا انتقاءات ولا فرز، ولا من ولا استكثارات، ولا تحديات أو اشتراطات في المعارك الخالدة، فكل طلقة باتجاه العدو من أي اتجاه لها وقعها في طي المدارات واختصار مدى المعركة. المقاتلون الجمهوريون في السهل والساحل والجبل هم من يعيدون تشكيل وعينا، ويفصلون أولوياتنا، ويغسلون وزر تفريط نخبنا وأحزابنا، فهم اليوم حداتنا وحدنا وبوصلتنا، وبغير التسليم لهم ستسلم لنا كل يوم نسخة مكررة ومفتعلة من معارك التثوية والجرجرة. كل كيان أو مكون يهزه ويرعبه صندوق الانتخابات سيتخارج الناس منه عند عودة الدولة وانتفاء عوامل أخرى. لكن الإمامي الذي لا يعرف إلا صندوق التشييع، فاليمنيون أمام تحد مصيري فإما أن يشيعوا الصندوق وصاحبه، أو يشيعهم صاحب الصندوق..